الثلاثاء 23 أبريل 2024

رجع بخفي حنين : بين نار الانتقام وخيبة الأمل نروي لكم قصة هذا المثل

تم التحديث في: 2023-02-02

‘ رجع بخفي حنين ‘ لا شك وأنكم سمعتم هذه الجملة في أكثر من موضع ، إنه مثل عربي مشهور يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة ، فمن هو حنين هذا ؟ وما قصته مع خفّيه ؟

نطير بكم إلى موطن العلم والشعراء ، بلد العراق وتحديدا في مدينة الحيرة ، حيث كان يقطن بها رجل يدعى حنين ، يعمل إسكافيا ( يصنع ويصلح الأحذية ) ، وكان مشهورا بإتقانه لصنعته ، فكان الناس يقبلون عليه بكثرة ، ويثنون على جودة أحذيته .

إلى حدود الساعة كل شيء يمر بسلام .

وحدث ذات يوم أن أقبل عليه أعرابي يسوق راحلته والتي يبدوا من خلال الأغراض المتنوعة عليها ، أنه مسافر أو تاجر ، وكان قد سمع عن حنين وجودة أحذيته ، فساومه على زوج من الأحذية حازا على إعجابه ، وبدأ يجادله ويأخذ ويعطي في الرد ، وطال الأمر حتى أن الزبائن كانوا يتراجعون عن الشراء لانشغال حنين مع الأعرابي ظنا منه أنهما سيصلان إلى حل يرضيهما ويشتري الحذاء .

لكن المفاجأة الصادمة ، والتي لم يتوقعها حنين إطلاقا هي انصراف الأعرابي بكل برودة تاركا حنين ينظر إلى خفّيه ، فضاع يومه ووقته ولم يبع شيئا ، الشيء الذي جعل حنينا يشتعل غضبا ، فقرر أن ينتقم من الأعرابي ، ويشفي غليله .

أغلق حنين دكانه وتتبع خطوات الأعرابي ، فاستنتج خط السير الذي سيسلكه ، فسبقه ورمى بإحدى الخفين على الطريق ، ثم ابتعد بضع أمتار أخرى ورمى بالخفّ الثاني ، واختبأ في مكان يراقب فيه ما يصير من أمر الأعرابي ، فلما وصل إلى المكان المعلوم انتبه إلى خف ملقى على الطريق فقال : ‘ ما أشبه هذا الخف بخف حنين ! ، ولو كان معه الآخر لأخذته ‘ ، ومضى ، فلما انتهى إلى الخف الثاني اندهش واصفرّ وجهه ، وندم على تركه الخف الأول ، ورجع مسرعا ليأخذه بعد أن ترك راحلته وراءه .

وهنا خرج الداهية حنين ، وأخذ الراحلة وما بها من سلع وهدايا ، حتى إذا رجع الأعرابي لم يجد إلا ذكراها وصداها ، فعاد إلى دياره يجر أذيال الخيبة واليأس ، وحين وصل أقبل عليه قومه يسألونه : بماذا جئتنا من سفرك ؟ فقال الأعرابي : جئتكم بخفي حنين .

فصار مثلا يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة والفشل الذريع .

للاطلاع على قصص أمثال أخرى :

عادت حليمة لعادتها القديمة

أكلت يوم أكل الثور الأبيض

على قومها جنت براقش

عن Amjad Bora