الخميس 28 مارس 2024

قصة إنتحار بلبل : عندما تعلمنا الطيور معنى الحرية !

تم التحديث في: 2023-02-02

لطالما كان مفهوم الحرية يحمل معاني الكرامة والحياة ، وفي سبيلها ضحى الناس بكل شيء ، حتى بأرواحهم ، لكن أن تكون للطير نفس المبادئ ، بل أعمق بكثير لهُو أمر يبعث في النفس تأملات وخواطر . والقصة التي أمامنا تمثل بلبلا بذل حياته في سبيل حريته ، فلنتأمل .

إن رجلا من المغرمين بصوادح الطير ، كان في جملة ما عنده ، بلبل قد أخذه بشَركٍ في أثناء فصل الخريف من العام الماضي ، فاستمر عنده إلى آخر الشتاء ، وهو غير مبال بحبسه . لكنه منذ دخول الربيع أخذت تظهر عليه علائم الوحشة والكآبة ، فهجر الطعام والشراب ، وأهمل تعهد نفسه بالاستحمام والزينة ، ولشدّ ما كان حريصا عليهما ؛ فأفرغوا جهدهم في رده إلى ما كان عليه من الأنس ، فلم يستطيعوا إليه سبيلا .

ثم إنه لما كان في إحدى الليالي ، سمعوا له تغريدا شجيا ، فجعلوا يدنون منه شيئا فشيئا ، يستمعون لذلك النغم ؛ فإذا هو شاخص ببصره ، لا يؤثر فيه شيء مما يمر حواليه كمن قد شردت أفكاره في مهامه الخيال ، وهامت نفسه في أودية التصورات ، وكان يطبق عينيه ثم يفتحهما ، وكأنه يتأوه بصوت شجي ، من أعذب ما يتصور ، ينبئ عما يحرك نفسه من العواطف الرقيقة ، والتخيلات النائية ، التي كان ينتفض لها كل عضو من أعضائه .

وفيما هو كذلك ، إذ سمع له صوت منكر ، محا صورة ذلك المشهد التمثيلي ، وأسفر عن الحقيقة المحزنة ، فإنه لما بلغ منه اليأس ، وانقطع كل ما كات عنده من حبال الأمل في التخلص من ذلك السجن ،فتح عينيه السوداوين الكبيرتين ، وانتصب ريش رأسه وعنقه وانتفض جناحاه ، وأخذت سائر جسمه رعدة اضطربت لها كل ريشة منه ، ثم صاح صيحة يأس وحنق ، من أشد ما يكون ، وسقط مكانه ؛ فنظروا وإذا به قد انشق صدره من عظم تلك الصيحة ومات .

القصة للأديب والناقد اللبناني الكبير إبراهيم اليازجي ، والذي أبدع في تصوير تلك المشاهد الأليمة للبلبل السجين ، وهو يصرخ من أعماق كيانه مرددا صوت الحرية ، منددا بالأسر والانغلاق ، فأبت كرامته ونفسه التواقة لمعانقة سماء الحرية ، إلا أن تتحرر أو تموت ، ولنا في البلبل عبرة لمفهوم الحرية وتجلياته العميقة على عقلية الفرد والجماعة ، بل الأمة ككل .

ندعوك عزيزي القارئ كذلك لقراءة القصة الممتعة أسفله ، والتي تتحدث عن مفهوم الحرية بشكل عميق أيضا ، وبطلها حمار قيدت حريته بشكل عجيب وغير مألوف .

حرية حمار : قصة جميلة تحمل معاني عميقة حول مفهوم الحرية

عن Amjad Bora