الأربعاء 17 أبريل 2024

بحث عن اللغة العربية وأهميتها وأجمل ما قيل عنها

تم التحديث في: 2022-04-30

بحث عن اللغة العربية سيكون محور موضوع اليوم ، حيث سنتحدث عن خصائص اللغة العربية وأهميتها وتطورها ، بعد أن نقوم بتعريفها ورصد تاريخها وانتشارها ، وسنضع لكم في النهاية أجمل ما قاله الأدباء والمفكرون عنها .

 

تعريف اللغة العربية لغة واصطلاحا

 

تعتبر اللغة العربية من أهم اللغات السامية الإنسانية ، و أكثر اللغات انتشارا ، إذ يتحدثها أكثر من 422 مليون لسان ، وتعتبر بحق : ملكة لغات العالم .

لغة ضربت بجذورها في عمق التاريخ و تكيفت مع مختلف الأزمنة الأمكنة ، فحافظت على مكانتها ، بل وزادها ذلك انتشارا .

جاء في لسان العرب لابن منظور في باب ” لغا ” ، أن اللغة على وزن فعلة من لغوت أي تكلمت ، وأصلها لغوة ، وقيل أصلها لغي أو لغو ، وجمعها لغى ولغات .

أما اصطلاحا فعرفها ابن جني : أنها ( أي اللغة ) أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم .

وعرفها ابن تيمية : أنها أداة تواصل وتعبير عما يتصوره الإنسان ويشعر به ، وهي وعاء للمضامين المنقولة ، سواء أكان مصدرها الوحي ، أم الحس ، أم العقل ، وهي أداة لتمحيص المعرفة الصحيحة ، وضبط قوانين التخاطب السليم .

أما ” العربية ” فهي مشتقة من عرب يعرب عَرَبا أي فصح ، ويقال عَرُب لسانه : أي أصبح لسانه فصيحا .

تاريخ اللغة العربية

ظهرت اللغة العربية في البلاد التي تمتد بين البحر الأحمر ، والمحيط الهندي ، وخليج فارس ، وخط وهمي يتجه شرقا من رأس خليج العقبة حتى الفرات ؛ وتسمى تلك البلاد شبه جزيرة العرب ، كما تسمى الجزيرة العربية توسعا .

وينقسم العرب إلى قسمين :

العرب البائدة : هم الذين درست آثارهم من مثل عاد وثمود وجديس ؛ وقد عثر لهم العلماء في شمالي الحجاز ، على نقوش بالخط الثمودي والصفوي ، وتطلعنا هذه الخطوط أن لغة تلك الشعوب تختلف عن لغة العرب .

العرب الباقية : وينقسمون بدورهم إلى قسمين :

القحطانيون : ويسمون العرب العاربة لأنهم أصل العرب – فينسبون إلى يعرب بن قحطان ؛ وهم اليمنيون المعروفون بعرب الجنوب .

العدنانيون : ويسمون العرب المستعربة لأنهم وفدوا إلى الجزيرة من البلاد المجاورة واختلطوا بأهلها فتعرّبوا – فهم النزاريون أو المعدّيون ، ويعرف منهم الحجازيون والنجديون والأنباط وأهل تدمر .

 

أصل اللغة العربية وتطورها

 

اللغة العربية هي أكثر اللغات السامية التي بقيت أقرب إلى الأصل ، وإن كانت أحدثها نشأة وتاريخا ، وهي فرعان : لغة الجنوب أو اللغة الحميرية ، ولغة الشمال أو اللغة المضرية وهما تختلفان اختلافا ملموسا .

وقد كانت لغة الجنوب اليمنية أكثر اتصالا باللغة الحبشية والأكدية ، ولغة الحجاز أكثر اتصالا باللغة العبرية والنبطية . وقد ذهب بعض العلماء إلى أن لغة الجنوب أصل من أصول العدنانية بسبب ما اكتشفوه من نقوش وجدوا فيها عبارات تتفق مع العربية المضرية لفظا وتركيبا .

وقد تطورت اللغة العربية المضرية الحجازية بالتمازج والاختلاط حتى وصلت إلى الحالة التي رأينا صورتها في الأدب العربي الجاهلي وفي القرآن الكريم .

انتشار اللغة العربية

 

كانت للفتوحات الإسلامية دورا بارزا في انتشار اللغة العربية في بلاد الشام ومصر والعراق ، وشمال إفريقيا والأندلس ، بالإضافة إلى الهجرة والأنشطة التجارية ، وكذلك انتشار الدعوة إلى دين الإسلام في أنحاء العالم .

قال البوريني : ” ولانتشار الدين تأثير في احتكاك اللغات لا يستهان به ، فلغات الشعوب المسلمة في جنوب شرق آسيا تحتوي على كلمات عربية تسربت إليها لحاجة أولئك المسلمين الدينية لها ، ولم يكن انتشار الإسلام  في تلك المنطقة بسبب الحروب .

ساهمت مختلف المناسبات والشعائر الدينية في ترسيخ وانشار اللغة العربية أيضا ، منها موسم الحج الذي يجتمع فيه المسلمون من أنحاء الأرض قاطبة يلبون نداء الرحمان بلغة واحدة .

 

اللغة العربية الفصحى لغة القرآن

 

أعظم تشريف للغتنا العظيمة أن نزل بها القرآن الكريم بلسان عربي مبين في قبيلة قريش ، أفصح العرب لسانا وأصفاهم لغة ليبين لهم مدى بيان وإعجاز كلام الله الذي اختار رسولا كريما منهم .

قال الله تعالى :

– ‘  نزل به الروح الأمين . على قلبك لتكون من المنذرين . بلسان عربي مبين ‘ الشعراء

– ‘ قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ‘ الزمر

– ‘ كتابا فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ‘ فصلت

فإذا كان الأدب العربي صورة للحياة ، فاللغة العربية هي منبع الحياة لأنها لغة الكتاب الذي يهدي النفوس التائهة ويشفي القلوب المريضة ، فكان شرفا لنا أن أنعم الله علينا بهذا اللسان والذي يغبطنا عليه الأجانب .

 

لماذا سميت اللغة العربية بهذا الاسم ؟

 

اكتسبت اللغة العربية اسمها من الإعراب أو العروبة أو العروبية أي الفصاحة والوضوح والبيان . ومن أجل ذلك سمى العرب أنفسهم عربا وسموا سائر الأمم عجما ( أي لا يُفهم عنهم ما يقولون ) .

 

لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد ؟

 

اختصت اللغة العربية بحرف الضاد والذي يعتبر صعب النطق لغير العرب ، فكان لسان العرب الأميز والأجود في نطق هذا الحرف ، بل هناك من العرب أنفسهم من يتعسر عليه التفريق بين الضاد والظاء ، وفي ذلك قال الحريري :

أيها السائل عن الظاء والضاد لكيلا تُضلّه الألفـاظ

إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعها استمـاع امرئ له استيقاظ

هي ظمياء والمظالم والإظلام والظلم واللحاظ

 

خصائص اللغة العربية

 

تتميز اللغة العربية بثراء رصيدها من الكلمات و المفردات والصيغ ، وهي لغة متميزة من الناحية الصوتية ، فقد اشتملت على جميع الأصوات التي اشتملت عليها اللغات السامية الأخرى .

كما تتميز بمجموعة من الخصائص ، فهي لغة مرنة ، حيث تستوعب جميع الألفاظ المشتقة والمترادفة وتضع لكل مقام مقال لها .

فمثلا كلمة ‘ علم ‘ يمكن أن يكون مصدرا ، وفعلا ماضيا ، وفعلا مضارعا ، وأمرا ، أو تضاف إلى اسم بعدها لتدل على اسم لمادة خاصة مثل ‘ علم الحساب ‘ …ويشتق منها أوزان جديدة ، وتتفرع عن هذه الأوزان كلمات ومعاني أخرى ونكون أمام بحر غير محدود من الدرر والخيرات ، وهنا تتجلى عظمة لغة القرآن .

قال المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون : ‘ اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي ، والعربية من أنقى اللغات ، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني ‘ .

 

أهمية اللغة العربية ومكانتها

 

كانت اللغة العربية وستبقى اللغة الوحيدة القادرة على الاحاطة بكل الجوانب العلمية – الدينية – الفكرية – الاقتصادية ، فإلى جانب أنها لغة القرآن الكريم الذي تكفل الجليل بحفظه ، فلقد اعترفت الأمم المتحدة باللغة العربية كلغة رسمية سادسة في العالم في 18 ديسمبر 1973 وهو اليوم العالمي لهذه اللغة العريقة .

قال الدكتور رشدي أحمد طعيمة : ‘ إن العربية وعاء لحضارة واسعة النطاق ، عميقة الأثر ، ممتدة التاريخ…لقد نقلت إلى البشرية في فترة ما أسس الحضارة وعوامل التقدم في كل العلوم الطبيعية والرياضيات والطب والفلك والموسيقى ‘ .

قال المستشرق الفرنسي رينان : ” من أغرب المُدهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرّحل . تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، وحسب نظام مبانيها .

ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيها بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائبة  ” .

 

بكاء على الأطلال !

لكن مع الأسف الشديد ، واقع اليوم جعلنا نقف على الأطلال نبكي لغتنا ، فعقلية الجيل السائدة تقول بوجوب اعتماد اللغات الأجنبية ( كالانجليزية ) فهي لغة العلم والتكنلوجيا والأبحاث – وهي بالفعل كذلك – في حين يعتبرون اللغة العربية شيئا عتيقا يصلح لقواعد النحو والصرف وأبيات الشعر فقط !

ولنا أن نعذرهم مادام الواقع العربي يعاني الأزمات تلو الأزمات في جميع الجوانب وأولها التعليم .

لست ضد تعلم اللغات الأجنبية فذلك سيزيدنا انفتاحا على باقي الأمم و الحضارات ، لكن على الأقل اعرف عظمة لغتك والعلماء العباقرة التي أنجبتهم ومنهم اقتبس علماء الغرب معرفتهم .

أما الطامة الكبرى والمفجعة فهي تلك التيارات التي تخرج لنا كل مرة تدعوا بتعميم اللهجات الدارجة وترسيخها في المقررات الدراسية والبرامج التوعوية ، لكن تأبى هذه اللغة إلا أن تزهو بشموخها مادام هنالك جنود تحملوا عبء إيصالها ، وسيعود بزوغ عصر هذه اللغة إن شاء الله طال الزمان أو قصر ، فهي ليست حقبة وانتهى عصرها ، بل هي روح تسري في القلوب والعقول .

قال الدكتور عبد الصبور شاهين : ‘ قد يكون من الطبيعي أن تجد العربية خارج حدودها أعداء يكيدون لها ، لكن المفزع حقا أن يكون بعض هؤلاء الأعداء من بينها ، عن قصد أو عن غير قصد . ولذلك فهي تقاتل في جهتين أقربهما أمرّهما وأعصاهما ، لأنها تقاتل قطعا من نفسها ( وظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس ) ‘ .

 

اللغة العربية تحتاج حبنا

أتذكر أثناء دراستي الثانوية حين كنت أتحدث في الفصل باللغة العربية فكان زملائي يضحكون علي بسخرية ، فهم يعتبرونني أتلو طلاسم أو لغة من العهود الغابرة ، في حين أن الأمر عادي جدا لو تحدث أحدهم بالفرنسية أو الانجليزية .

إذن . فلغتنا تحتاج أن نحبها أولا قبل كل شيء وبعدها يأتي تعليمها وممارستها ، إنها مسؤوليتنا أن نعلم أبناءنا حب لغتهم .

 

تعليم اللغة العربية

 

إن تعليم اللغة العربية وتعلمها يتطلب معرفة بعلومها وبالتالي توفير كافة اللوازم والمتطلبات لإيصال هذه العلوم للتلميذ بشكل حضاري ممتع تحببه إليها .

إنها اللغة الأم والبحر الذي يحوي كل شيء ، والمرجع الأول لهذه العلوم هو القرآن الكريم الكامل القويم ، وبفضل جهود علمائنا السابقين والراسخين بفضل الله في العلم جاءت علوم لغة الضاد مقسمة  في قول الناظم :

صَرْفٌ بَيَانٌ  مَعَانِي  النَّحْوُ  قَافِيَةٌ        شِعْرٌ عَرُوضُ اشْتِقَاقُ الخَطُّ إِنْشَاءُ

مُحَاضَرَاتٌ  وَثَانِي  عَشْرِهَا   لُغَةٌ        تِلْكَ العُلُومُ  لَهَا  الآدَابُ  أَسْمَاءُ

1 – علم اللغة وهو العلم الذي يختص بدراسة أسلوب اللغة عينها والاحاطة بجوانب مفرداتها وطرق بناءها ، وتكوين الكلمة وشكلها ، فيسهل فهمها سواء للناطقين بها أو الأجانب الذين يودون تعلمها .

2 – علم الصرف أو التصريف وهو العلم الذي يعنى بأحوال أبنية الكلمة وما يطرأ عليها من تغييرات في حروفها وحركاتها ، وليس له علاقة ببناء الكلمة و إعرابها .

3 – علم النحو بعكس علم الصرف وهو يعنى بحال الكلمة بناء وإعرابا .

4 – علم المعاني وهو العلم الذي يهتم بدراسة اللفظ ومناسبته للمعنى وهو فرع من فروع علم البلاغة .

5 – علم البيان ( فرع من فروع علم البلاغة ) وهو العلم الذي يكشف معاني الكلمة بأكثر من وجه وطريقة وينقسم إلى مجاز وكناية وتشبيه واستعارة .

6 – علم البديع ( فرع من فروع علم البلاغة ) وهو العلم الذي يعنى بجمالية الكلمة وتحسينها معنى ولفظا .

7 – علم العروض وهو العلم الذي يختص بدراسة أوزان الشعر وتقسيمها .

8 – علم القوافي ( متصل بعلم العروض ) لكنه يختص بدراسة أحوال أواخر الأبيات الشعرية وتدعى قافية .

9 – علم قواعد الكتابة أو الخط وهو العلم الذي يختص بأسس الكتابة من عناية بالحروف وطريقة رسمها وتنظيمها ومنه الإملاء .

10 – علم القراءة وهو العلم الذي يعنى بدراسة القرآن من ناحية تلاوته وضبط آياته نطقا وشكلا .

11 – علم الإنشاء وهو من فنون الأدب العربي ويعنى بفن النثر كالرسائل والخطب .

12 – علم المحاضرات وهو العلم الذي يختص بايصال الكلام للناس في المجالس ويدخل فيه السيرة والتراجم والتاريخ .

اقرأ أيضا

علم النحو في اللغة العربية

أجمل ما قيل عن اللغة العربية الفصحى

 

قالت المستشرقة الألمانية زيفر هونكه : ” كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة …”

– إن اللغة العربية تضايقهم لأنهم لا يستطيعون قراءتها ، والعبارة العربية تزعجهم لأنهم لا يستطيعون تركيبها ، وهم مقتنعون أن كل العصور التي سبقتهم هي عصور انحطاط ، وأن كل ما كتبه العرب من شعر منذ الشنفرى حتى اليوم هو شعر رديء ومنحط .

تسأل الواحد منهم عن المتنبي ، فينظر إليك باشمئزاز كأنك تحدثه عن الزائدة الدودية ، وحين تسأله عن ( الأغاني ) و ( العقد الفريد ) و ( البيان والتبيين ) و ( نهج البلاغة ) يرد عليك بأنه لا يشتري أسطوانات عربية ولا يحضر أفلاما عربية .. ، إنهم يريدون أن يفتحوا العالم وهم عاجزون عن فتح كتاب .

– اللغة العربية لاتضيق بالتكرار ، بخلاف لغات أخرى يتحول فيها التكرار ، بتلقائية محتومة إلى سخف مضحك .

– لفظة العبقرية في اللغة العربية منسوبة إلى وادي عبقر الذي كان عرب الجاهلية يعتقدون أنه واد مملوء بالجن . ويقابل هذه اللفظة في اللغة الإنكليزية كلمة ( جينس ) وهي مأخوذة من لفظة ( جني ) العربية على أرجح الظن .

– الحب الذي تعطيني إياه اللغة العربية لا أستشعره في أي لغة أخرى ، وحتى الحزن الذي تحتويني فيه العربية لن تتسع له لغة أخرى .

مخيلتي تتحدث العربية قبل صوتي وأصابعي .

إنني أفكر وأحب وأحزن وأفتقد وأحن بالعربية .

– المسلمون عباقرة الشرق ، لهم مأثرة عظمى على الإنسانية ، تتمثل في أنهم تولوا كتابة أعظم الدراسات قيمة ، وأكثرها أصالة وعمقا ، مستخدمين اللغة العربية التي كانت بلا مراء لغة العلم للجنس البشري .

 

أجمل ما قيل عن اللغة العربية

 

– ما أكثر ما نشكو من أن اللغة العربية ليست لغة التعليم ، وما أكثر ما نضيق ذرعا باضطرارنا إلى اصطناع اللغات الأجنبية في التعليم العالي !! ولكن ما أقل ما نبذل من الجهد لنجعل اللغة العربية لغة التعليم ، بل نحن لا نبذل في هذا جهدا ما .

– إن من معجزات اللغة العربية أنها حافظت على مقوماتها من حروف وأصوات وقواعد النحو والصرف وغير ذلك عبر العصور المختلفة ، ومع ذلك أثبتت أنها لغة مرنة منفتحة تستوعب التغيرات وتجاري التطور الحضاري .

وإني بحكم اختصاصي في اللغة والترجمة أؤكد أنه لا يوجد نص باللغة الإنجليزية في العلوم والتكنولوجيا والطب وغير ذلك غير قابل للترجمة إلى اللغة العربية .

فالعجز ليس في اللغة وإنما في الناطق بها الذي لا يجتهد لتعلم المصطلحات الجديدة أو ترجمتها .

– تعتبر اللغة العربية لغة كاملة محببة عجيبة ، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة ، وتمثل كلماتها خطرات النفوس ، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة .

– اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال ، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة .

– العداء الخارجي ليس هو الأخطر على اللغة العربية ، إذ الأشد خطرا وفتكا بها هو لون من العداء الداخلي الذي يهدد اللغة العربية بالانفلات الذاتي على يد أبنائها وعلى مرأى من ساسة أبنائها .

– اللغة العربية تفوق سائر اللغات رونقاً، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها .

– اللغة العربية مستودع شعوري هائل يحمل خصائص الأمة وتصوراتها وعقيدتها وتاريخها ، ويبقى تعلم اللغات الأخرى حاسة إضافية ضرورية للمسلم المعاصر ، مع الحذر أن تلغي حواسه الأصلية أو تكون بديلا عنها .

 

أجمل شعر عن اللغة العربية

 

يستحيل أن نذكر أجمل الأشعار عن اللغة العربية دون أن نضع على رأسها قصيدة اللغة العربية الشامخة لشاعر النيل حافظ إبراهيم :

رَجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ حَصاتي  *  وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني  *  عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي  *  رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً  *  وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ  *  وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ  *  فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني  *  وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني  *  أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً  *  وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً  *  فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ  *  يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ  *  بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ  *  إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى  *  لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً  *  مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ  *  بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى  *  وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ  *  مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ

اقرأ أيضا :

شعر عن اللغة العربية

خاتمة بحث عن اللغة العربية

 

إن تعلم اللغة العربية هو واجب ومسؤولية منوطة بكل واحد منا ، فكيف لنا أن نفهم كلام الله دون إلمام بقواعد اللغة العربية ؟ وهل يعقل أن نستمتع بجواهر الأدب العربي ، وفنون الشعر ، ونحن جاهلين بلغتنا ؟!

ونختم بقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي : ‘ وكما أن الذي أنزل عليه القرآن نبي العرب ، فالقرآن نبي العربية ، بحيث لا تجد من فضل لرسول الله على الأنام ، إلا وجدت فضلا في معناه لكلام الله على الكلام ‘ .

اقرأ أيضا :

مناظرة الزنبور والعقرب التي قتلت سيبويه

مصادر :

– تاريخ الأدب العربي _ حنا الفاخوري ) .

– تاريخ الأدب العربي ( شوقي ضيف ) .

قصيدة أنا البحر .

عن Amjad Bora

8 تعليقات

  1. حسن محروص احمد

    شكرا لصاحب الموضوع الله يعطيك العافيه

  2. السلام عليكم ،
    هذلا النشر من أروع ما قدم ،خلاصة شاملة كاملة نشركم يستحق الشكر..

  3. وش المصدر حق البحث ذا

  4. شكرا لصاحب الموضوع الله يعطيك العافية 🙂
    ,*)

  5. السلام عليكم
    فقط للتنبيه البيت المكتوب في لوحة هذه الصفحة في العنوان بجوار حرف الضاد ليس صحيحا ، والصحيح هو :

    أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي

    وشكرا لكم

    • حبيبي انت الغلطان (ساءلوا ) تكتب كذا :- (سألوا ) من يوم حنا صغار عارفين كيف تكتب ( سأل ) لكن هنا جاءت جمع يعني تأتي (سألوا )