شعر عن الحزن . استكمالا لطلباتكم في اختيار أجمل الأشعار في مختلف الأغراض والمناسبات ، نقف بكم اليوم مع باقة مختارة من أجود ما قيل في الحزن .
شعر عن الحزن
قال الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – :
رأيت الدهر مختلفا يدور * فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ
وقد بنت الملوك به قصورا * فلم تبق الملوك ولا القصور
وقال أيضا :
أُفٍّ عَلَى الدُّنيا وأَسْبَابِها * فإنها للحزنِ مخلوقة
همومها ما تنقضي ساعة * عَنْ مَلِكِ فيها وعن سُوقَهْ
قال المتنبي :
رب كئيب ليس تندى جفونه * ورب كثير الدمع غير كئيب
وقال أيضا :
صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا * وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ * ـهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا
رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيـ * ـهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا
اقرأ أيضا :
من روائع شعر المتنبي في الرثاء
قال إلياس فرحات :
كتاب حياة البائسين فصول * تليها حواش للأسى وذبول
وما العمر الا دمعة وابتسامة * وما زاد عن هذي وتلك فضول
ولولا يد الإنسان ما كان للأسى * إلى شاعر الطير البريء وصول
قال أبو تمام :
أولى البرية طرّا أن تواسيه * عند السرور الذي واساك في الحزن
وقال آخر :
إن الليالي للأنام مناهل * تطوى وتنشر بينها الأعمار
فقصارهن مع الهموم طويلة * وطوالهن مع السرور قصار
شعر عن الحزن والألم
قال خليل مطران :
ما في الأسى من تفتت الكبد * مثل أسى والد على ولد
كم بطل عاش وهو ذو صيد * فرده الثكل غير ذي صيد
وهذه روائع للشاعر ابن الرومي قالها في رثاء ابنه :
بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي * فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي
بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى * فيا عزَّة المهدى ويا حسرة المهدي
ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها * من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ
توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي * فلله كيف اختار واسطة َ العقدِ
على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ * وآنستُ من أفعاله آية َ الرُّشدِ
طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ * بعيدا على قُرب قريبا على بُعدِ
لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها * وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ
لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ * فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطرْ لهُ * ولو أنَّهُ أقسى من الحجر الصَّلدِ
بودِّي أني كنتُ قد مت قبلهُ وأن المنايا دُونهُ صَمَدَتْ صَمدِي
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي * وللرَّبِّ إمضاءُ المشيئة ِ لا العبدِ
قال أبو العلاء المعري :
غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي * نَوْحُ باك ولا تَرَنّمُ شادِ
وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِي * سَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ
أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْ * نَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ * بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال * أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا * فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
شعر عن الوجع والحزن
لا نتستطيع أن نمر على أبيات الحزن دون أن نتوقف عند أبيات الخنساء الخالدة في رثاء أخيها صخر :
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ * أمْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ * فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ * وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ * لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا * إذْ رابهَا الدَّهرُ إنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبرٌ * وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
قال المهلهل يرثي أخاه كليبا :
كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا * إنْ أنتَ خلّيتها في منْ يخليها
كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة * تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها
نعى النعاة ُ كليبا لي فقلتُ لهم * مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها
لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ * وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
قال عنترة بن شداد يرثي الملك زهير بن جذعة العبسي :
خُسِف البدْرُ حين كان تماما * وخفى نُورُهُ فعاد ظلاَما
ودراري النُّجوم غارتْ وغابَتْ * وضياءُ الآفاق صار قَتاما
حين قالوا زهيرُ ولى قتيلا * خيَّم الحُزنُ عِنْدنا وأقاما
قد سقَاهُ الزَّمانُ كاسَ حِمام * وكَذاكَ الزمانُ يسْقي الحِماما
كانَ عوْني وعُدَّتي في الرَّزايا * كانَ درعي وذابلي والحساما
يا جفوني إنْ لم تجودي بدمع * لجَعلْتُ الكَرى عليكِ حرَاما
قَسما بالذي أماتَ وأحْيا * وتَوَلى الأَرواحَ والأَجساما
لا رفعتُ الحسام في الحرب حتى * أتركَ القومَ في الفيافي عظاما
يا بني عامر ستلقون برقا * من حسامي يجري الدّماءَ سجاما
وتَضجُّ النساءُ من خيفَة السَّبـ * ـي وتَبكي على الصّغار اليتامَى
شعر عن الحزن قصير
وهذه الأبيات المشهورة من معلقة امرؤ القيس :
وليل كموج البحر أرخى سدولهُ * عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
فَقُلْتُ لَهُ لما تَمَطّى بصلبه * وأردَف أعجازا وناءَ بكلْكلِ
ألا أيّها اللّيلُ الطّويلُ ألا انْجَلي * بصُبْحٍ وما الإصْباحَ مِنك بأمثَلِ
ونختم بروائع من أبيات إبراهيم ناجي التي تحترق لوعة وعذابا :
يا فؤادي ، رحم اللهُ الهوى * كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشربْ على أطلالِهِ * وارو عني ، طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبرا * وحديثا من أحاديث الجوى
يا رياحا ، ليس يهدا عصفها * نضب الزيتُ ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا * وأفي العمر لناس ما وفى
كم تقلبت على خنجره * لا الهوى مال ، ولا الجفنُ غفا
وإذا القلبُ على غفرانِهِ * كلّما غار به النصلُ عفا