نلتقي بكم أحبتنا الأفاضل مرة أخرى في رحاب ديوان العرب وروائع الأشعار ، وهذه المرة مع أجمل أبيات شعر عن الجمال .
فلطالما كانت للشعراء وقفة خاصة أمام الحسن والظرف والجمال ، فتغنوا بجمال الروح ، وجمال الأدب ، وجمال المرأة ، وجمال الأخلاق ، وجمال العقل ، وكل شيء يناله ثوب الجمال .
أبيات شعر عن الجمال ( 1 )
قال عمرو بن معد يكرب :
ليس الجمالُ بمئزر * فاعلمْ وإِن وُدِّتَ برْدا
إِن الجما لَ معادنٌ * ومناقبٌ أَوْرَثْنَ مجدا
قال الإمام علي – رضي الله عنه – :
ليس الجمالَ بأثوابٍ تزينُنا * إِن الجمالَ جمالُ العقلِ والأدبِ
قال آخر :
ازرعْ جميلا ولو في غيرِ موضعِه * فلا يضيعُ جميلٌ أينما زُرعا
إِن الجميلَ وإِن طال الزمانُ به * فليس يحصدُه إِلا الذي زَرعا
قال المتنبي :
وكلُّ امرئٍ يولي الجميلَ محبٌ * وكلُّ مكانٍ يُنْبِتُ الِعزَّ طيبُ
وقال أيضا :
وما كُلُّ هاوٍ للجميلَ بفاعلٍ * ولا كلُّ فَعالٍ له بمتمِّمِ
قال إلياس أبو شبكة :
عشْ للجمالِ تراه ههنا وهنا * وعِشْ له وهو سرٌ جِدُّ مكنونِ
قال أبو العلاء المعري :
فلتفعلِ النفسُ الجميلَ لأنه * خيرٌ وأحسنُ لا لأجلِ ثوابها
قال أحمد شوقي :
والمرءُ يُذْكرُ بالجمائلِ بعده * فارفعْ لذكركَ بالجميلِ بناءَ
واعلمْ بأنك سوف تُذكرُ مرة * فيُقالُ أحسنَ أو يُقالُ أساءَ
قال منصور الكريزي :
لن تستتِمَّ جميلاً أنتَ فاعلُهُ * إِلا وأنتَ طليثُ الوجهِ بهلولُ
ما أوسطَ الخيرَ فابسطْ راحتكَ به * وكنْ كأنكَ دونَ الشرِّ مغلولُ
أبيات شعر عن الجمال ( 2 )
قال حسين الملجمي :
مايفيد الوجه لوفيه الجمال * إذاجمال الروح معدوم الأثر
ومايفيد القول من دون الفعال * ولايكون الفعل إلا لو ظهر
قال ابن سهل الأندلسي يمدح بأبيات تشع جمالا :
للهِ سرُّ جمالٍ أنتَ موضعهُ * والسرُّ حَيْثُ يَشاءُ اللَّهُ يودِعُهُ
من كانَ يُنْكرُ أنّ الخَلْقَ جُمِّعَ في * شخصٍ فَفِيكَ بَيانٌ ليس يدفَعُهُ
فمنكَ في كلَّ عينٍ ما تقرُّ بهِ * ومنكَ في كلَّ جأشٍ ما يروعهُ
إذا انْطَوَى لك قَلْبٌ فوقَ مَوْجدة * تبرأتْ منهُ أو عادتهُ أضلعهُ
للناسِ إن ركبوا نهجَ الفخارِ بنيـ * ـات الطريقِ ولابنِ الجدِّ مَهْيعُهُ
ما صورتْ لسوى التنويلِ راحتهُ * ولا لغيرِ استماعِ الحمدِ مسمعهُ
وجهٌ يُضيءُ ويُمنى سَيْبُها غَدِقٌ * كالبدرِ وافقَ فيضَ النيلِ مطلعهُ
كالغيثِ لكنهُ ريٌّ بلا شرق * والغَيثُ قد يُشرِقُ الورَّادَ مَشْرَعُهُ
كالطلَّ لكن يردى النورَ لابسهُ * والظلِّ لا يقبلُ الأنوارَ موقِعُهُ
بِفِكرِهِ من مَصيفٍ شبَّ لفحتُهُ * وكفهِ من ربيعٍ ربَّ مربعهُ
زادتْ وزارتهُ إذ ثنيتْ شرفا * مُزَوَّجُ الدُّرِّ أبهاهُ وأبْدعُهُ
قال صباح الحكيم :
زارني حرفٌ جميل * فاختفى الحزن الثقيلْ
أينعت أزهار دوحي * وشدا القلب العليلْ
حرف وجداني سباني * قوله العذب الجميلْ
أنا يا أغصان طير * ناحلُ القلب هزيلْ
سوف أشدو في الدياجي * في متاهات العويلْ
أتغنى للحيارى * ناسيا حزني الطويلْ
قال عبد الغني النابلسي :
يا جميل الوجه الذي هو داني * لعيون الورى بلا كتمان
لكن الآن في العيون غبار * ثائر بالشخوص والأكوان
والمعاني التي تلوح وتخفى * من جميع الأنواع والألوان
والذي ينظر الوجود قليل * من قليل في سائر الأزمان
أنت نور أيا وجود علينا * تتجلى في عيننا والعيان
والمساكين نحن في غفلات عنك * يا ذا الحسنى وذا الإحسان
إن عينا تراك في الدهر يوما * تلك عين من العمى في أمان
أبيات شعر عن الجمال ( 3 )
قال خليل جبران :
زدني جميلا أزدك حمدا * لم تبق لي غير ذاك ذخرا
أنقذتنا من أشد ثكل * فمن لنا بالكفاء شكرا
ذاك السماح الذي تناهى * أودع فيه العلي سرا
ونختم بأبيات من قصيدة إيليا أبو ماضي الرائعة ” فلسفة الحياة ” :
أيّها الشّاكي وما بك داء * كيف تغدو اذا غدوت عليلا ؟
إنّ شر الجناة في الأرض نفس * تتوقى قبل الرّحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود تعمى * أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل * من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال * لا يرى في الوجود شيئا جميلا
أحكم النّاس في الحياة أناس * عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه * لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك هم * قصّر البحث فيه كيلا يطولا
قل لقوم يستنزفون المآقي * هل شفيتم مع البكاء غليلا ؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى * فأريحوا ، أهل العقول ، العقولا
كل من يجمع الهموم عليه * أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشه يتغنى * ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأر * ض وبوما في الليل يبكي الطلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا * فيسقي من جانبيه الحقولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار * شمّا وتارة تقبيلا
ومع الليل كوكبا يؤنس الغابات * والنهر والربى والسهولا
أيها الشاكي وما بك داء * كن جميلا تر الوجود جميلا