شعر عن الصبر . لطالما تغنى الشعراء قديما وحديثا بالصبر وعظيم أثره على النفس ، فهو السلوان في أوقات الحزن ، وهو الأمل وسط ظلمات اليأس .
وفي موضوع اليوم وكما جرت العادة دائما ، سنترككم مع أجمل ما قيل عن الصبر لشعراء تجملوا به ، وأوصوا بالتحلي به .
أبيات شعر عن الصبر
قال الإمام علي – رضي الله عنه – :
فإِن تسألني كيف أنتَ فإِنني * صَبُورٌ على رَيْبِ الزمانِ صَعيبُ
حريصٌ على أن لا يُرى بي كآبة * فيشمتَ عادٍ أو يساءَ حبيبُ
اصبرْ قليلاً فبعد العُسْرِ تيسيرُ * وكُلُّ أمرٍ له وَقْتٌ وتدبيرُ
وللميمنِ في حالاتِنا نظرٌ * وفوقَ تقديرِنا للهِ تقديرُ
قال أبو العتاهية :
ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصد * قَ وما أزينهُ للفتى
الخرقُ شؤمٌ والتُّقى جنة * والرِّفْقُ يمنٌ والقنوعُ الغنى
قال إبراهيم اليازجي :
كم بين صبر غدا للذل مُجْتلبا * وبينَ صبْر غدا للعزِّ يجتلبُ
قال الحسين البغدادي :
تلقَّ بالصبرِ ضيفَ الهمِّ حيثُ أتى * إِن الهمومَ ضيوفٌ أكلُها المهج
فالخطبُ إِن زادَ يوماُ فهو منتقص * والأمرُ إِن ضاق يوماً فهو منفرجُ
فروِّحِ النفسَ بالتعليلِ ترضَ به * واعلمْ إِلى ساعةٍ من ساعةٍ فرج
قال عبد الله بن الأحوص :
صَبْراً جميلاً على مانابَ من حَدَث * والصبرُ ينفعُ أحياناً إِذا صبروا
الصبرُ أفضلُ شيءٍ تستعينُ به * على الزمانِ إِذا ما مسَّكَ الضررُ
قال ابن الصلت :
يقولون لي : صبراً وإِني لصابرٌ * على نائباتِ الدهرِ وهي فواجعُ
سأصبرُ حتى يقضيَ الله ماقضى * وإِن أنا لم أصبرْ فما أنا صانعُ ؟
قال البحتري :
عوِّل على الصبرِ واتخذْ سببا * إِلى الليالي فإِنها دُوَلُ
وقال أيضا :
وعاقبَةُ الصبرِ محمودةٌ * ولكن أخو الخَرْقِ مستعجل
شعر عن الصبر والتفاؤل
قال أعرابي :
تعزَّ فإِن الصبرَ بالحرِّ أجملُ * وليس على رَيْبِ الزمانِ معوَّلُ
فلو كان يغني أن يُرى المرءُ جازعا * لنازلةٍ أو كان يُغْني التذلُّلُ
لكان التعزي عند كُلِّ مصبيةٍ * ونازلةٍ بالحرِّ أولى وأجمل
فكيف وكلٌّ ليس يعدو حِمامه * وما لامرئٍ مما قضى الله مزحَلُ
قال مصطفى الغلاييني :
اصبرْ على سُودِ الليالي وادَّرعْ * بعزيمةٍ كالطودِ إِن خطبٌ نزلْ
فالصبرُ مفتاحُ النجاحِ ولم نجدْ * صعبا بغيرِ الصبرِ يبلغُهُ الأملْ
قال أبو العلاء المعري :
أحسنُ بالواجدِ من وجدِه * صبرٌ يعيدُ النارَ في زندِهِ
الصبرُ يوجدُ، إِن باءٌ له كسْرت * لكنه، بسُكونِ الباءِ مفقودُ
ويحمَدُ الصابر الموفي على غرض * لاعاجزٌ، بعرى التقصيرِ معقودُ
قال الكاظمي :
وربَّ فتى تتأبى التصبرَ نفسُهُ * ولكنه من خشيةِ الموتِ يصبرُ
قال ابن المعتز :
عليكَ بحسنِ الصبرِ في كُلِّ موردٍ * من الأمرِ كي تَحْظىَ بحسنِ المصادر
وقال آخر :
لعمرُك ماصبرُ الفتى في أمورِه * بحتمٍ إِذا ما الأمرُ جَلَّ عن الصَّبْرِ
قال ابن النقيب :
وحسبُ الفتى إِن لمْ ينلْ ما يريدُه * مع الصبرِ أن يُلفى مقيما على الصبر
قال ابن يسير :
اصبرْ على مضضِ الإِدلاجِ في السحرِ * وفي الرواحِ إِلى الحاجاتِ والبكرِ
لاتضجرنَّ ولا تدخلْكَ معجزةٌ * فالنجحُ يتلفُ بين العجزِ والضجَرِ
إِني رأيتُ الأيامِ تجربةٌ * للصبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ
وقلَّ من جدَّ في أمرٍ يطالبُهُ * فاستصحبَ الصبرَ إِلا فازَ بالظفرِ
شعر عن الصبر والفرج
قال أبو فراس الحمداني :
أنفقْ من الصبرِ الجميلِ فإِنه * لم يخشَ فقرا منفقٌ من صبرِهِ
واحلمْ وإِن سَفِهَ الجليسُ وقل له * حسنَ المقال وإِن أتاكَ بهجرِهِ
والمرُ ليس ببالغٍ في أرضهِ * كالصقرِ ليس بصلئدٍ في وكرِهِ
قال عبد القاهر الجرجاني :
ادرعِ الصبرَ وكن آخذا * بالرفقِ والإِشفاقِ والخوفِ
ولا تكنْ أعجلَ من فيشة * عنانُها أطلقَ في الجوفِ
قال خراش بن مرة :
إِذا عِيلَ صبرُ المرءِ فيما ينوبُهُ * فلا بدّ من أن يستكينَ ويَجْزعا
قال ابن الدهان الموصلي :
وما يبلغُ الإِنسانُ فوقَ اجتهادهِ * إِذا هو لم يملكْ لما جاء مَدْفعا
صبرا لما تحدثُ الأيامُ من حَدَثٍ * فالدهرُ في جورِه جارٍ على سننِ
فالصبر أجملُ ثوبٍ أنتَ لابسُه * لنازلٍ والتعزي أحسنُ السننِ
وهون الوجدَ إِني لا أرى أحدا * بفرقة الإِلفِ يوماً غير ممتحنِ
قال جميل الزهاوي :
تمسكْ بحبلِ الصبرِ في كُلِّ كربة * فلا عسرَ إِلا سوف يعقِبه يسرُ
ترى المرءَ في بعضِ الأحايينِ راضيا * وبعد قليلٍ شاكياً يتذمرُ
إِذا استيقظتْ في المرءِ روحٌ لطارئٍ * فعندئذٍ أخلاقُه تتغيَّرُ
قال محمد بن بشير :
اخلقْ بذي الصبرِ أن يحظى بحاجته * ومدمنَ القرعِ للأبوابِ أن يلجا
قال محمد بن زنجي :
إِن الأمورَ إِذا انسدتْ مسالكُها * فالصبرُ يفتحُ منها كل ما ارتتجا
لا تيأسنَّ وإِن طالَتْ مطالبةٌ * إِذا استَغْنَتت بصبرٍ أن ترى فرجا
أجمل ما قيل في الصبر شعر
قال الشريف المرتضى :
إِذا لم تستطعْ للرزءِ دَفْعا * فصبرا للرزيةِ واحتسابا
فما نالَ المنى في العيشِ إِلا * غبيَّ القوم أو فَطِنٌ تغابى
هي الدنيا نغَرُّ بها خدوعا * ونورَدُها على ظمأٍ سرابا
وهل أحياؤنا إِلا ترابٌ * بظهرِ الأرضِ ينتظرُ الترابا
قال أحمد بن حميدس :
فصبراً فليسَ الأجرُ إِلا لصابر * على الدهرِ إِن الدهرَ لم يخلُ من خَطْبِ
قال أسامة بن منقذ :
اصبرْ إِذا نابَ خطبٌ وانتظرْ فرجا * يأتي به اللهُ بعد الريثِ والياسِ
إِن اصطبارَ ابنة العنقودِ إِذا حبستْ * في ظلمةِ الغارِ أداها إِلى الكاسِ
اصبرْ على ما كرهْتَ تحظَ بما * تهوى، فما جازعٌ بمعذورِ
إِن اصطبارَ الجنينِ في ظلمِ الأح * شاءِ أفضى به إِلى النُّور
اصبرْ تنلْ ما ترتجيه، وتفضلُ من * جاركَ شأوَ العُلا سَبْقا وتبْريزا
فالتبرُ أحرقَ بالنيرانِ مصطبرا * على لظاها، إِلى أن عاد إِبريزا
قال الشاغوري :
يا نفسُ صَبْراً على ما قد منيتِ به * فالحرُّ يصبرُ عند الحادثِ الجَلَلِ
قال ابن الرومي :
اصبري أيتُها النف … سُ فإِن الصبرَ أحجى
ربما خابَ رجاءٌ * وأتى ماليس يُرجى
قال الشيخ السابوري :
من يعتصمْ بالصبرِ عند الحادثِ * فالحبلُ في يديه غيرُ ناكثِ
إِذا أتى ما لا يطيقُ دفعَهُ * فالصبرُ أولى ما اقتنْيتَ نفعهُ
حلولُ ما حَلَّ من البلاءِ * كالضيفِ يوماً حَلَّ في الفناءِ
فاصبرْ لضيفٍ بك يوماً نَزَلا * لا يلبثُ النازلُ أن يرتحلا
قال المتنبي في الصبر :
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً * وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميلا
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً * وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا
اقرأ أيضا :
مصادر :
– مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي ( أحمد قبش ) .