الثلاثاء 23 أبريل 2024

أروع 7 قصص عن مكارم الأخلاق من كتاب قصص العرب

تم التحديث في: 2023-02-02

أناس غادروا هذه الدنيا وبقيت آثارهم بعدهم تذكرهم بخير عملوا ، أو شر تركوا ، فطوبى لمن تجمل بمكارم الأخلاق ، ويا أسفا على من ملأ صحيفته بأشواك السوء والنذالة .

ولقد اخترنا لكم 7 قصص عن مكارم الأخلاق ، تحمل بين أسطرها سماحة وشهامة ، وسعة صدر لرجال جُبلوا على الخير فبسط عليهم رداء الحسن والكرم .

 

أخلاق الرجل وأخلاق خدمه

قال عبد الله بن طاهر : كنا عند الخليفة المأمون يوما ، فنادى بالخادم يا غلام ، فلم يجبه أحد ، ثم نادى ثانيا ، وصاح يا غلام ، فدخل غلام تركي وهو يقول : ما ينبغي للغلام أن يأكل ولا يشرب..كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام إلى كم يا غلام …

فنكس المأمون رأسه طويلا ، فما شككت أنه سيأمرني بضرب عنقه ، ثم نظر إلي فقال : يا عبد الله إن الرجل إذا حسنت أخلاقه ساءت أخلاق خدمه ، وإذا ساءت أخلاقه حسنت أخلاق خدمه ، وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا لنحسن أخلاق خدمنا .

أحمد بن أبي داود والمعتصم

مرض أحمد بن أبي داود ، فعاده المعتصم ، وقال : نذرت إن عافاك الله تعالى أن أتصدق بعشرة آلاف دينار ، فقال أحمد : يا أمير المؤمنين ، فاجعلها في أهل الحرمين ، فقد لقوا من غلاء الأسعار شدة ، فقال : نويت أن أتصدق بها على من هاهنا ، وأطلق لأهل الحرمين مثلها .

فقال أحمد : متع الله الإسلام وأهله بك يا أمير المؤمنين ، فإنك كما قال النميري لأبيك الرشيد رحمة الله تعالى عليه :

إن المكارم والمعروف أودية  *  أحلّك الله منها حيث تجتمع

من لم يكن بأمين الله معتصما  *  فليس بالصلوات الخمس ينتفع

 

من خدعنا في الله انخدعنا له

كان بن عمر – رضي الله عنه – إذارأى أحدا من عبيده يحسن صلاته يعتقه ، فعرفوا ذلك من خُلقه ، فكانوا يحسنون الصلاة مراءاة له ، فكان يعتقهم ، فقيل له : إنهم يخدعونك ! . فقال : من خدعنا في الله انخدعنا له .

 

أكرم الناس خدما

دخل الرشيد يوما على الكسائي وهو لا يراه ، وكان الكسائي معلما لولديه الأمين والمأمون ، فقام الكسائي ليلبس نعله لحاجة يريدها ، فنهض الأميران بعجلة ووضعا النعل بين رجلي الكسائي .

بعد وقت جلس الرشيد مجلسه وقال :

– يا كسائي أي الناس أكرم خدما ؟

– قال الكسائي : أمير المؤمنين أعزه الله .

– قال الرشيد – بحسن نية وتوقير – : بل الكسائي ؛ يخدمه الأمين والمأمون . وحدثهم بما رأى .

العفو الكريم

حكي عن جعفر الصادق عليه السلام أن غلاما له وقف يصب الماء بين يديه ، فوقع إلابريق من يد الغلام في الطست ، فطار الرشاش في وجهه . فنظر جعفر عليه السلام إليه نظرة مغضب ، فقال :

– يا مولاي والكاظمين الغيظ .

– قال : قد كظمت غيظي .

قال : والعافين عن الناس .

قال : قد عفوت عنك

قال : والله يحب المحسنين .

قال : اذهب فأنت حر لوجه الله تعالى .

 

نحن لا نحب الانتصار لأنفسنا

قيل : إن الأحنف بن قيس سبه رجل وهو يماشيه في الطريق . فلما قرب من المنزل وقف وقال له : يا هذا إن كان بقي معك شيء فقله ههنا ، فإني أخاف أن يسمعك فتيان الحي فيؤذوك ، ونحن لا نحب الانتصار لأنفسنا .

قال الشاعر :

وإذا بغى باغٍ عليك بجهله  *  فاقتلهُ بالمعروف لا بالمنكر

 

ثمن الجوار

باع أبو الجهم العدوي داره ، وكان في جوار سعيد بن العاص ، بمائة ألفِ درهم . فلما أحضرها المشتري قال له : هذا ثمن الدار ، فأعطني ثمن الجوار ، قال : أي جوار ؟ قال : جوار سعيد بن العاص ، قال : وهل اشترى أحد جوارا قط ؟

قال : رد علي دراي ، وخذ مالك . لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عني ، وإن رآني رحب بي ، وإن غبت عنه حفظني ، وإن شهدت عنده قربني ، وإن سألته قضى حاجتي ، وإن لم أسأله بدأني ، وإن نابتني نائبة فرج عني… 

فبلغ ذلك سعيدا فبعث إليه مائة ألف درهم ، وقال : هذا ثمن دارك ، ودارك لك .

مصادر :

– قصص العرب ( إبراهيم شمس الدين ) .

عن Amjad Bora