الثلاثاء 23 أبريل 2024

باقة من أجمل أشعار أحمد شوقي في الغزل و الحب

تم التحديث في: 2022-04-30

حلقة جديدة من سلسلة روائع شعرية ، والتي تضم مختارات وروائع من أشعار السابقين في الشعر ورواده ، والوقفة اليوم مع روائع أمير الشعراء أحمد شوقي في الحب والغزل .

تأتي الدلال سجية 

تأتي الدلال سجية  وتصنعا  *  وأَراك في حالَيْ دَلالِكَ مُبْدِعا

تهْ كيف شئت ؛ فما الجمالُ بحاكم  *  حتى يُطاع على الدلال ويُسْمَعا

لك أن يروعك الوشاة ُ من الهوى  *  وعليّ أَن أَهوى الغزالَ مُروَّعا

قالوا: لقد سَمع الغزالُ لمن وشَى  *  وأقول : ما سمع الغزالُ ، ولا وعي

أنا من يحبك في نفارك مؤنسا  *  ويحبُّ تيهكَ في نفاركَ مطمعا

قدّمتُ بين يديَّ أَيامَ الهوى  *  وجعلتُها أَملاً عليكَ مُضيَّعا

وصدقتُ في حبِّي ، فلست مُباليا  *  أن أمنحَ الدنيا به أو أمنعا

رُدّت الروح

رُدَّت الروحُ على المُضْنَى معكْ  *  أحسن الأيام يوم أرجعك

مَرَّ من بُعدِك ما رَوَّعَني  *  أَتُرى يا حُلْوُ بُعدي روّعك ؟

كم شكوتُ البيْن بالليل إلى  *  مطلع الفجر عسى أن يطلعك

وبعثتُ الشوقَ في ريح الصَّبا  *  فشكا الحرقة مما استودعك

يا نعيمي وعذابي في الهوى  *  بعذولي في الهوى ما جَمعَك ؟

أَنت روحي ظَلَم الواشي الذي  *  زَعَم القلبَ سَلا، أَو ضيَّعك

مَوْقِعي عندَك لا أَعلمُه  *  آهِ لو تعلمُ عندي موقِعَك !

أَرْجَفوا أَنك شاكٍ مُوجَع  *  ليت لي فوق الضَّنا ما أوجعك

نامت الأعين ، إلا مقلة  *  تسكُب الدمعَ ، وترعى مضجَعك

لا والقوام الذي

لا والقوامِ الَّذي ، والأَعينِ اللاتي  *  ما خُنْتُ رَبَّ القَنا والمُشْرَفيَّاتِ

ولا سلوتُ ، ولم أهممْ ، ولا خطرتْ  *  بالبالِ سَلْوَاكِ في ماضٍ ولا آت

وخاتَمُ الملكِ للحاجات مُطَّلَب  *  وثَغْرُكِ المتمنَّى كلُّ حاجاتي

يا ناعما رقدت جفونه

يا ناعما رقدت جُفونُه  *  مضناك لا تهدا شجونه

حملَ الهوى لك كلَّه  *  إن لم تعنه فمنْ يعينه ؟

عُدْ مُنعِما ، أَو لا تَعُدْ *  أَوْدَعْتَ سرَّكَ مَن يصُونُه

بيني وبيكَ في الهوى  *  سبب سيجمعنا متينه

رشأ يعابُ الساحرو  *  ن وسحرهم ، إلا جفونه

الروحُ مِلْكُ يمينه  *  يَفديه ما مَلَكَتْ يَمِينه

ما البانُ إلاَّ قدُّه  *  لو تيمتْ قلباً غصونه

ويزين كلَّ يتيمة  *  فمُه ، وتحسبُهَا تَزينُه

ما العمرُ إلا ليلة  *  كان الصباح لها جبينه

بات الغرامُ يَديننا  *  فيها كما بتنا ندينه

بين الرقيب وبيننا  *  واد تباعدُه حزونُه

تغتابه ونقول : لا  *  بَقِي الرقيبُ ولا عيونُه

يا ويح أهلي

يا ويح أهلي أبلى بين أعينهم  *  ويدرج الموت في جسمي وأعضائي

وينظرون لجنب لا هدوء له  *  على الفراش ولا يدرون ما دائي

نظرة فابتسامة

خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ  *  والغَواني يَغُرٌهُنَّ الثناء

أَتراها تنـاست اسمي لمـا  *  كثرت في غرامها الأسْماء

إن رَأَْتْنِي تميلُ عني ، كأن لم  *  تك بـيني وبيـنهـا اشْـياء

نظرة ، فابتسامة ، فسلامُ  *  فكلام ، فموعد ، فلقاء

ففراق يكون فيه دواء  *  أو فراق يكون فيه الداء

يوم كنا ولا تسل كيف كنا  *  نتهادى من الهـوى ما نشاء

وعلينا من العفاف رقيبُ  *  تعبت في مراسه الأهواء

جَاذَبَتْني ثَوبي العَصـيِّ وقالت  *  أنتم الناس أيها الشعراء

فَاتّقوا الله في قُلوبِ اَلْعَذَارَى  *  فالعذارى قـُلوبهن هَـواء

طرقت حماها

وليل كأن الحشر مطلع فجره  *  تراءت دموعى فيه سابقة الفجر

سريت به طيفـا إلى من أحبها  *  وهل بالسهى فى حالة السقم من نكر

طرقت حماها بعد ما هب أهلها  *   أخوض غمار الظن والنظر الشزر

فما راعني إلا نساء لقينني  *  يبالغن فى زجري ويسرفن فى نهري

يقلن لمن أهوى وآنسن ريبة  *  نرى حالة بين الصبابة والسحر

إليكن جارات الحمى عن ملامتي  *  وذرن قضاء الله في خلقه يجري

وأحرجني دمعي فلما زجرته  *  رددت قلوب العاذلات إلى العذر

مصادر :

– ديوان الشوقيات ( أحمد شوقي ) .

– أحمد شوقي ( زكي مبارك ) .

عن Amjad Bora