الأربعاء 24 أبريل 2024

بحث عن الشاعر البوصيري : صاحب أشهر بردة في مدح خير البرية

تم التحديث في: 2022-04-30

سنتحدث اليوم عن شاعر بلغ من الشهرة والصيت ما فاق الحدود ، بسبب قصيدة طويلة في مدح خير خلق الله ، محمد – عليه الصلاة والسلام – . نتحدث عن صاحب البردة البوصيري .

 

من هو البوصيري ؟

 

هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري ، ولد بقرية دلاص بمصر سنة 608 هـ لأسرة تنحدر من قبيلة صنهاجة التي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى ، ونشأ بقرية بوصير القريبة من مسقط رأسه ، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب .

وقد تلقى البوصيري العلم منذ نعومة أظافره على يد علماء معروفين في زمانه ، فاحترف إقراء القرآن ، ودراسة الأديان ، وكان كثيرا ما يشكو حاجته وفقره ، ويهجو موظفي الدواوين ، ويذكر مساوئهم في أسلوب ظريف . وقد امتدت الحياة به حتى وافته المنية سنة 695 هـ عن عمر بلغ 87 عاما .

خصائص شعر البوصيري

 

نظم البوصيري الشعر منذ حداثة سنه وله قصائد كثيرة ، ويمتاز شعره بالرصانة والجزالة ، وجمال التعبير ، والحس المرهف ، وقوة العاطفة ، واشتهر بمدائحه النبوية التي أجاد استعمال البديع فيها من غير تكلف ، وهو ما أكسب شعره ومدائحه قوة ورصانة وشاعرية متميزة لم تتوفر لكثير ممن خاضوا غمار المدائح النبوية والشعر الصوفي .

وتعد ‘ البردة ‘ من أشهر قصائده على الإطلاق ، ولقد بلغت من الشهرة أنها شرحت وفسرت أكثر من تسعين مرة في العربية ، والفارسية ، والتركية ، والبربرية ، وقد أجمع النقاد على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة كعب بن زهير الشهيرة ‘ بانت سعاد ‘ .

 

آثار ومؤلفات البوصيري

 

ترك البوصيري عددا كبيرا من القصائد والأشعار ، يصب أغلبها في مدح الرسول الكريم والتصدي لأهل الكتاب ، وأهم هذه القصائد : همزيته التي سماها ” أم القرى في مدح خير الورى ” ، وبردته التي دعاها “ الكواكب الدرية في مدح خير البرية ” .

وله قصيدة ” ذخر المعاد ” ، ولامية في الرد على اليهود والنصارى بعنوان ” المخرج والمردود على النصارى واليهود ” ، وله أيضا ” تهذيب الألفاظ العامية ” .

أشعار البوصيري

 

نترككم الآن مع مجموعة مختارة من أشعار البوصيري الخالدة :

بردته الشهيرة

أمن تذكر جيران بذى سلم  *  مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

أم هبت الريح من تلقاء كاظمة  *  وأومض البرق في الظلماء من إضم

فما لعينيك إن قلت اكففا همتا  *  وما لقلبك إن قلت استفق يهم

أيحسب الصب أن الحب منكتم  *  ما بين منسجم منه ومضطرم

لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل  *  ولا أرقت لذكر البان والعلم

فكيف تنكر حبا بعد ما شهدت   *  به عليك عدول الدمع والسقم

همزيته الشهيرة

كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ  *  يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ

لَمْ يُساوُوك في عُلاكَ وَقَدْ حا  *  لَ سنا مِنك دونَهم وسَناءُ

إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للنا  *  س كما مثَّلَ النجومَ الماءُ

أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَص  *  دُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ

لكَ ذاتُ العلومِ من عالِمِ الغَي  *  بِ ومنها لآدمَ الأَسماءُ

لم تَزَلْ في ضمائرِ الكونِ تُختَا  *  رُ لك الأُمهاتُ الأَباءُ

ما مضتْ فَترةٌ من الرُّسْلِ إِلّا  *  بَشَّرَتْ قومَها بِكَ الأَنبياءُ

تتباهَى بِكَ العصورُ وَتَسْمو  *  بِكَ علْياءٌ بعدَها علياءُ

بائيته الشهيرة

وافاك بالذنبِ العظيمِ المذنبُ  *  خجلاً يعنفُ نفسهُ ويؤنبُ

لم لا يشوبُ دموعهُ بدمائه  *  ذو شيبة ٍ عوراتها ماتخضبُ

لَعِبَتْ به الدنيا ولولا جَهْلُه  *  ما كان في الدنيا يخوضُ ويَلعَبُ

لَزمَ التَّقَلُّبَ في معَاصي رَبِّهِ إ *  ذْ باتَ في نَعْمائِه يَتَقلَّبُ

يستغفرُ الله الذنوبَ وقلبه  *  شرهاً على أمثالها يتوثبُ

يُغْرِي جَوَارِحَهُ عَلَى شَهَوَاتِهِ  *  فكأَنَّه فيما استَبَاحَ مُكلِّبُ

أضْحَى بِمُعْتَرَكِ المَنايا لاهِيا  *  فكأَنَّ مُعْتَرَك المنايا مَلْعَبُ

ضاقت مذاهبه عليه فما له  *  إلاّ إلى حرم بطيبة  مهربُ

في رده على أهل الكتاب

أوْ جَلَّ مَنْ جَعَلَ اليَهُودُ بِزَعْمِكُمْ   *  شوكَ القتادِ لرأسهِ إكليلا

ومضى بحملِ صليبهِ مستسلما  *  للموتِ مكتوفَ اليدينِ ذليلا

كم ذا أبكتكمْ ولمْ تستنكفوا  *  أنْ تَسْمَعُوا التَّبْكِيتَ والتَّخْجِيلا

ضلَّ النصارى في المسيحِ وأقسموا  *  لايهتدون إلى الرشادِ سبيلا

جَعَلوا الثَّلاثَة َ واحِدا وَلَو اهْتَدوا   *  لمْ يَجْعَلُوا العَدَدَ الكَثيرَ قليلا

عَبَدُوا إلها مِنْ إلهِ كائِنا   *  ذا صورة ضلوا بها وهيولى

مراجع ومصادر :

– المدائح النبوية ( محمد علي مكي ) .

عن Amjad Bora