اخترنا لكم في موضوع اليوم ” شعر عن الأخ المتوفي ” باقة مختارة من أجمل ماقيل في رثاء الأخ . نسأل الله أن يتغمد برحمته إخوتكم الذين رحلوا عن دار الدنيا وإخوة المسلمين أجمعين .
شعر عن الأخ المتوفي : الخنساء ترثي أخاها صخرا
لا يمكن أن يعرض علينا موضوع عن رثاء الأخ دون أن نتذكر قصيدة الخنساء الشامخة في رثاء أخيها صخر ، والسر في شهرة هذه القصيدة يرجع إلى تلك العاطفة الصادقة التي سطرتها أبيات هذه القصيدة بدموع صاحبتها .
قذى بعينكِ أمْ بالعينِ عوَّارُ * أمْ ذرَّفتْ إذْ خلتْ منْ أهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ * فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ * وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ أستارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ * لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا * إذْ رابهَا الدَّهرُ إنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
لاَ بدَّ منْ ميتة في صرفهَا عبرٌ * وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَأطوارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ * أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة * لهُ سلاحانِ : أنيابٌ وأظفارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا * وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْرا لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا * وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخرا لَتَأتَمّ الهُداة بِهِ * كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ * وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة هَبّاطُ أودِيَة * شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ * ضَخْمُ الدّسيعَة بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ * دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
ورفقة حارَ حاديهمْ بمهلكة * كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ * وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ
شعر عن الأخ المتوفي : متمم يرثي أخاه مالكا
من القصائد الشهيرة أيضا ، مرثية متمم بن نويرة التي رثى فيها أخاه مالكا ، ولقد سميت هذه القصيدة ” بأم المراثي ” لصدق المشاعر والمعاني فيها .
لَعَمْرِي وما دَهْرِي بتأْبِينِ هَالِكٍ * ولا جَزَعٍ مِمَّا أَصَابَ فأَوْجَعَا
لقد كَفَّنَ المِنْهَالُ تَحْتَ رِدَائهِ * فَتيٍ غيرَ مِبْطَانِ العَشِيَّاتِ، أَرْوَعَا
ولا بَرَماً تُهْدِي النِّسَاءُ لعِرْسهِ * إِذَا القَشْعُ مِنْ حَسِّ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا
لَبِيبٌ أَعَانَ اللُّبَّ منهُ سَمَاحَةٌ * خَصِيبٌ إِذَا ما رَاكِبُ الجَدْبِ أَوْضَعا
تَرَاه كَصدْرِ السَّيْفِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى * إِذَا لم تَجِدْ عِندَ امْرِىِء السَّوْءِ مَطْمَعَا
وإِنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلق فاحِشا * علي الكأْسِ ذَا قاذُورَةٍ مُتزَبِّعَا
وإِنْ ضَرَّسَ الغَزْوُ الرِّجالَ رأَيْتَهُ * أَخا الْحَرْبِ صَدْقاً في اللِّقاءِ سَمَيْدَعَا
فَعَيْنيَّ هلاَّ تَبْكِيانِ لِمَالِكٍ * إِذَا أَذْرَتِ الرِّيحُ الكَنِيفَ المُرَفَّعَا
وللشَّرْبِ فَابْكِي مالِكاً ولِبُهْمَةٍ * شديدٍ نَوَاحِيهِ علي مَنْ تَشَجَّعا
أَبَي الصَّبْرَ آياتٌ أَرَاها وأَنَّنِي * أَرَى كُلَّ حَبْلٍ بَعْدَ حَبْلِكَ أَقْطَعَا
وأَنِّي متى ما أَدعُ باسْمِكَ لا تُجِبْ * وكُنْتَ جدِيراً أَنْ تُجيبَ وَتُسْمِعَا
وعِشْنا بِخَيْرٍ في الحياةِ وقَبْلَنَا * أَصَابَ المَنَايَا رَهطَ كِسْرَى وتُبَّعَا
فلمَّا تَفَرَّقْنَا كأَنِّي ومَالِكاً * لِطُولِ اجْتِماعِ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
سَقَي اللهُ أَرضاً حَلَّهَا قَبْرُ مالِكٍ * ذِهَابَ الغَوَادِي المُدْجِناتِ فَأَمْرَعَا
شعر عن الأخ المتوفي : الأعشى يرثي أخاه المنتشر
ونختم بأبيات أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشر بن وهب :
لا يَأمَنُ الناسُ مُمْسـَاهُ ومُصْبَحَهُ * مِن كلّ أَوْبٍ وإنْ لم يَغْزُ يُنْتَظَرُ
لا يَغْمِزُ السَّاقَ من أَيْنٍ ولا وَجَعٍ * ولا يَـزَالُ أمـامَ القوْمِ يَقْتَفِرُ
إنّي أَشُدُّ حَزِيـمي ثُمّ يُدْرِكني * مِنْك البَلاَءُ ومِنْ آلائِك الذِّكَرُ
فإن جَزِعْنا فمثْلُ الشَّـرِّ أَجْزَعَنَا * وإنْ صَبَـرْنَا فَإنَّا معْشَرٌ صُبُرُ
إمَّا سَلَكْتَ سبيلاً كُنْتَ سالِكَها * فَاذْهبْ فَلاَ يُبْعِدَنْك الله مُنْتَشِرُ
لا يُصْعِبُ الأَمْرَ إلا رَيْثَ يَرْكَبُه * وكُلَّ أمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يأتَمِرُ