الجمعة 29 مارس 2024

قصص عن الثقة بالله والتوكل عليه : كن كالطير فرزقك على ربك

تم التحديث في: 2023-02-02

في موضوع اليوم سنترككم تعيشون جوا من الطمأنينة والحبور مع قصص عن الثقة بالله والتوكل عليه ، فعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه  – : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا ” ( رواه الترمذي ) .

 

فهم خاطئ

جاء رجل إلى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وسأله عن رجل جلس في بيته وقال : لا أعمل حتى يأتيني رزقي ، فقال الإمام أحمد : هذا رجل جهل العلم فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” جعل رزقي تحت ظل رمحي ” ( رواه البخاري ) .

ولقي عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ناسا من أهل اليمن فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن المتوكلون ، قال : بل أنتم المتواكلون ، إنما المتوكل الذي يلقي حبة في الأرض ويتوكل على الله .

 

سبحان الله يا شقيق !!

 

ورد أن شقيق البلخي ودع صديقه إبراهيم بن أدهم ، لسفره في تجارة ، ولم يلبث إلا مدة يسيرة ثم عاد ولقيه إبراهيم ، فعجب لسرعة إيابه من رحلته ، فسأله : لِمَ رجع ؟

فقص عليه قصة شهدها أنه رأى طائرا أعمى كسيحا وجاء طائر آخر يحمل إليه الطعام ويمده به ، حتى يأكل ويشبع ، فقال شقيق : إن الذي رزق هذا الطائر الأعمى الكسيح في هذه الخربة لقادر على أن يرزقني .

وقرر العودة ، فقال له إبراهيم بن أدهم : سبحان الله يا شقيق ! ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى العاجز ، ولا تكون أنت الطائر الذي يسعى ويكدح ويعود بثمره على العمي من حوله ، أما سمعت قول رسول الله  – صلى الله عليه وسلم – : ” اليد العليا خير من اليد السفلى ” ( متفق عليه ) .

 

هذه الأشياء لا تنافي التوكل

وكان العابد الزاهد إبراهيم الخواص إذا أراد السفر يأخذ معه إبرة وخيوطا ومقصا وإناء به ماء ، فسأله أحد أصحابه : لم تحمل هذه الأشياء يا أبا إسحاق وأنت من الزهاد ؟

فقال ابراهيم : هذه الأشياء لا تنافي التوكل ؛ لأن لله تعالى علينا فرائض ، والفقير لا يكون معه إلا ثوب واحد ، فربما يتمزق ثوبه ، فإن لم يكن معه إبرة وخيوط تظهر عورته فتفسد صلاته ، وإذا لم يكن معه إناء به ماء لم يستطع أن يتطهر لصلاته ، وإذا لم يكن معه مقص لم يستطع أن يقص شاربه كما أمرنا الرسول – صلى الله عليه وسلم – .

 

آلله أمرك بهذا ؟!

 

ولقد أخذ سيدنا إبراهيم هاجر وابنها الرضيع سيدنا إسماعيل ، وسار بهما في الصحراء ، حتى وصلوا إلى بيت الله الحرام ، فوضعهما في هذا المكان ، وليس معهما إلا قليل من التمر ، وإناء به ماء ، ثم تركهما وهمَّ بالانصراف .

فأسرعت هاجر وراءه وهي تقول : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا ؟! وظلت تسأله وإبراهيم لا يلتفت إليها فقالت له : آلله أمرك بهذا ؟ فقال : نعم . فقالت : إذا لن يضيعنا . وهكذا توكل إبراهيم وزوجته على ربهما وفوضا الأمر إليه .

 

حسبنا الله ونعم الوكيل

 

وهذا إبراهيم عليه السلام قام بتحطيم أصنام قومه ، فلما علم قومه بذلك أحضروه وأمروا بإحراقه ، فقال : حسبي الله ونعم الوكيل ، فجاءه جبريل وقال له : ألك حاجة ؟ فقال إبراهيم : أما إليك فلا ، وأما إلى الله فنعم . فأمر الله تعالى النار أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم .

 

موقف يحتاج إلى تأمل

 

وحدث في أحد مساجد مصر أن رجلا كان يأكل فجاءه قط ، فألقى إليه طعاما فغاب عنه ، ثم أعطاه مرة ثانية فأعطاه طعاما فغاب عنه ، ثم أتاه فتعجب الرجل فسار خلفه فوجده يذهب بالطعام إلى أرض خراب بها قط أعمى فقال الله يرزق هذا فكيف يضيع مثلي ؟

 

إن لي نفسا تواقة

 

قال رجاء بن حيوة وزير عمر بن عبد العزيز  – رضي الله عنه  – : كنت مع عمر بن عبد العزيز – لما كان واليا على المدينة – فأرسلني لأشتري له ثوبا فاشريته له بخمسمائة درهم فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه رخيص الثمن .

فلما صار خليفة للمسلمين بعثني لأشتري له ثوبا فاشتريته له بخمسة دراهم فلما نظر فيه قال : هو جيد لولا أنه غالي الثمن .

فبكى الوزير فقال له عمر : ما يبكيك ؟ قال : تذكرت ثوبك قبل سنوات وما قلت عنه ، فقال له عمر : يا رجاء إن لي نفسا تواقة ، وما حققت شيئا إلا تاقت لما هو أعلى منه ، والآن قد تاقت نفسي إلى الجنة  فأرجو أن أكون من أهلها .

 

رحم الله امرأ عرف قدر نفسه

 

وبلغ عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – أن ابنا له اتخذ خاتما ، واتخذ له فصا بألف درهم ، فكتب له : بلغني أنك اشتريت فصا لخاتمك بألف درهم فبِعْه ، وأشبع بثمنه ألف جائع ، واتخذ خاتما من حديد ، واكتب عليه : رحم الله امرأ عرف قدر نفسه .

مصادر :

– موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق ( ياسر عبد الرحمان ) .

عن Amjad Bora