في موضوع اليوم ‘ قصص قصيرة للأطفال عن الكذب وعواقبه ‘ ، سنحدثكم أبنائي الأعزاء عن صفة ذميمة تنقص من قدر الشخص وتفقده الثقة والمصداقية أمام الآخرين ، ناهيكم على أن ديننا ينهى عن الكذب ويأمرنا بالصدق في القول والفعل ، فتابعوا معنا .
الحمار الكذاب ( 1 )
خرجت البقرة السودَاء من بيتها في صَباح أحد الأيام وراحَت تتمشى بسعادة في أرجاء المزرعة وهي تمتع ناظريها بجمال الزّهور والرياحين ، وبينما كانت تسير فوجئت بمجْمُوعة من حبوب القمح ملقاة على الأرض ، فأخذت تجمَع الحبوب وهي تقول لنفسها بسعادة ، سآخذ هذا القمح إلى أصدقائي ، ونشترك معا في تناول وَجبة شهيّة .
انتهت البقرة من جمع الحبوب ، وانطلقت تُنادي أصدقاءها من الحيوانات . اجْتَمَعت حَيوانات المزرعة حَوْلَ البقرة فسألها الحصان : ماذا هناك أيّتها البقرة ؟ لماذا جمعتنا ؟ فأجابته البقرة : انظرْ مَاذا وَجَدت.. لقد عثرَث عَلى هذا القمح.. ما رَأَيكُمْ أن نشترك في أكله ؟ .
ضحكت الدجاجة بصوت مرتفع ، وقالت للبقرة : أيعقل هذا يا عزيزتي !!
كيف لنا نحن الحيوانات بعددنا الكبير أن نشترك بتناول بضع حبات من القمح ؟ إنها لا تكاد تشبع واحدا منا !
فوجئت البقرة بكلام الدجاجة ، ونظرت إلى حبات القمح بتمعن ثم قالت : معك حق أيتها الدجاجة . كيف غاب عن ذهني أن عدد حبات القمح قليل ، وهي بالفعل لا تكفي واحدا منا ؟ .
فقال الحصان : لدي فكرة جيدة ، ما رأيكم أن تساعدوني في زراعة هذه الحبوب ثم نعتني بها حتى تنمو وتصبح سنابل كبيرة فنقوم بحصادها وبذالك يصبح لدينا عدد كبير من حبات القمح تكفينا جميعا .
قال الخروف : فكرة رائعة : أليس كذلك يا أصدقاء ؟. أيّدَ الجميع فكرة الجصان ، وانطلقوا يزرعُون حبوب القمح بهمة ونشاط .
وبَعْدَ أن انتهوا من زراعة الحبوب و سقایتها قال الحمار : ألا ينبغي أن نقومَ بحراسة الحبوب لکیلا يقومَ أحد بأكلها ، أو العبث بها بَعْدَ أن تنمو ؟؟.
أجاب الديك : لا أظنّ ذلك ضروري فالمكان هنا آمن . وليس هناك من قد يفعل ذلك ، فواقق الجميع على كلام الديك وانطلق كل إلى بيته .
الحمار الكذاب ( 2 )
مرّت الأيام ونمت سنابل القمح وكانَ الجميع يتساعَدُونَ بسقايتها والاعتناء بها .
وَبَینَما کانَ الحمَار يتمشی قرب سنابل القمح الخضراء شعر بجوع شديد فقال لنفسه : لا أعتقد أنّ نقصان سنبلة أو اثنتين سيسبب أي إزعاج لأصدقائي .
واقترب من السنابل والتهم اثنتين منها ، ولكنه لم يشعر بالشبع ، فأكل اثنتين أخريين وقال في نفسه : لم أزل جائعا ولا اظن أن أحدا سيلاحظ فقدها حتى لو أكلت عشر سنابل ، واقترب من السنابل وأخذ يأكلها بنهم شديد .
وذهبت الدجاجة والبقرة للاعتناء بالسنابل ، ففوجئتا بھا وقد اختفت تماما ، فصرخت البقرة بدهشة كبيرة : أین اختفت سنابل القمح ؟!! .
فأجابتها الدجَاجَة : لا أدري ، تعالي نخبر الحصان بما رأينا فربما كان يعلم شيئا عن الأمر .
انطلقت الاثنتان إلى بيت الحصان بسرعة وأخبَرَتهُ البقرة بما رأت ، فدهش الحصان لكلام البقرة .
قال الحصان : عَلَيْنَا أَن نجمع الحيوانات بسرعة… وبعدَ مَدّة قصيرَة كانت جميع حيوانات المزرعة تجتمع أمَامَ بيت الحصان فأخبرهم الحصان بما حدث لسنابل القمح .
وقال : إنّ السنابل لا يمكن أن تختفي وحدها فلا بُد أن يكون هناك من قام بأكلها وعلى الفاعل أن يعترف فورا .
صمتت الحيوانات كلها ولم يتكلم أحد ، وبعد فترة قصيرة تقدم الحمار وقال : أنا أعرف من الفاعل ! .
عندما کنت أسیر قرب حقل القمح هذا اليوم ، رأیت الخروف وهو یأکل سنابل القمح ، فنظر الجميع إلى الخروف نظرة كلها شك واتهام ، فشعر الخروف بالارتباك ، وبدأ يقسم أنه لم يفعل ذلك .
فقال له الحمار بثقة : كفاك كذبا أيها الخروف لقد رأيتك بعيني وأنت تأكلها ..
الحمار الكذاب ( 3 )
أسرع الخروف إلى بيتهِ حزينا باكيا ، وقد قررت الحيوانات مقاطعته جزاء له على كذبه وخيانته ، وانطلق الحمار إلى بيته سعيدا بأنّ أحدا لم يكتشف حقيقة الأمر .
وما إن دخل بيته حتى بدأ يضحك بصوت مرتفع ويقول : مسكين أيها الخروف ، لقد أصبحت أنت المتهم بذنب لم تفعله ، أما أنا فلن يشك أحد بأني الفاعل . ثم راح يضحك بشدة .
فى هذه الأثناء كان الحصان والبقرة یسیران قرب بیت الحمار فسمعا کلامه وأدركا حقيقة الامر .
فأسرعا وأخبرا بقية الحيوانات بما سمعا ثم انطلق الجميع إلى بيت الخروف وقالو له : نعتذر بشدة أيها الخروف ، فقد شككنا بك ولم نصدق كلامك . ولكن الحمار خدعنا جميعا وعلينا أن نعاقبه على كذبه .
ثم توجه الجميع إلى بیت الحمار ..
فوجیء الحمار لرؤية الحيوانات أمام بيته !..
قال الحصان : لقد سمعنا کلامك مع نفسك أیها الحمار . وعلمنا أنك الفاعل وأنك اتهمت الحروف كذبا . فلم يكن أمام الحمار إلا أن يعترف بما فعل ، وقال للحيوانات : أرجوكم سامحوني ، لن أكرر فعلتي هذه مرة ثانیة .
فقالت له البقرة : لو أنك اعترفت بذنبك بادىء الأمر ولم تتهم الخروف لسامحناك ، ولكنك كذبت علينا وخدعتنا ، انصرف من المزرعة فلا مكان للخائنين والكاذبين بيننا ! .
حاول الحمار طلب الصفح من الحيوانات ولكن دون فائدة فغادر المزرعة حزينا نادما ، وقد علم أنّ الكذب يوصل إلى المهالك . وأنّ الصدق طريق النجاة والأمان .
الأخ الكذاب
كان عمر وندى ، ابنا المزارع ، أخوين يحب كل منهما الآخر كثيرا ، ولكن نظرا لفرق السن فقد كان عمر البالغ من العمر اثنتا عشرة سنة يسخر من أخته البالغة من العمر خمس سنوات ويحكي لها حكايات كاذبة .
كان يستغل براءة أخته التي كانت تصدق كل ما يقوله لها ، على الرغم من أن والده كان ينهره باستمرار ولكنه لم يتوقف عن هذا واستمر في خداع أخته كلما سنحت له الفرصة للقيام بذلك لأنه كان يتسلى بهذا .
وذات مساء كان عمر يُري لأخته عملة نقدية ذهبية فسألته :
كيف يتم تصنيع هذه العملات الجميلة جدا ؟
وبدلا من أن يقول لها الحقيقة ، حكى لها أكذوبة من أكاذيبه فقال لها :
يتم زرع هذه العملات وتُروى الأرض بعد ذلك فتنمو أشجار وتطرح هذه العملات .
وفي اليوم التالي ، قال عمر إن عملاته الذهبية قد اختفت .
ردت عليه أخته بهدوء شديد :
لم يسرق أحد عملاتك ، فقد قمت بزراعتها لأنك قلت لي إنها تطرح عملات .
قال عمر : أين زرعتها ؟ – حيث أراد أن يعرف مكانها بسرعة .
قالت أخته ندى : في كل الأماكن .. هنا .. وهناك
كان عمر الخائف الغاضب على وشك أن يضرب أخته ولكن والده الذي كان يضحك مما سمعه ، منعه من القيام بذلك وقال له :
ليس من حقك أن تغضب من أختك لأن ما حدث أنت السبب فيه . اعتقدت أختك أنها تخدمك بزراعة العملات . يجب أن تبحث عنها الآن في الأرض . عسى أن يكون هذا درسا لك ولا تكذب مرة أخرى حتى ولو كان بقصد التسلية .
مصادر :
– أفضل 365 حكاية .
– حكايا الغابة الخضراء ( الحمار الكذاب ) .