يطل علينا الشاعر محمد إرشاد بن عبد الرحمن ، وهو أستاذ باحث بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة دار الهدى الإسلامية بالهند ، بقصيدته ” وإني لم أصر كعبا بمدحي ” في مدح خير الأنام ، سيدنا محمد – عليه أزكى الصلاة وأتم السلام – .
قصيدة : وإني لم أصر كعبا بمدحي
رَقَيْتَ عُلا فلا شيئ علاك * تبدى الخلق طرا من ضياك
بعثت ختام كل الأنبياء * وربك قبل كل قد يراك
وتحت لوائك الرسل الكرام * كساء سيادة قبلا كساك
خصصت شفاعة والكل هولا * يقول لقومهم لسنا هناك
وفي كل الكمال لك اشتراك * فليس به الورى دهرا عداك
أؤكد أن من سواك وصفا * بفرد الناس أعمى ما ارتضاك
غبي من يرى الياقوت عِدلا * لأحجار، ولا يدرى ارتقاك
عبدتَ الله في دهر مديد * تحنَّثْتَ الليالي في حراك
قَنَتَّ من الظلام إلى الصباح * وجلدك قد تَوَرَّمَ من عَناك
خرجت إلى المغازي في خميس * كَلِمْتَ وَسَالَ من جرح دماك
رؤوفا بالصحابة في الشؤون * فما كانوا ليرْضَوا عن وَغَاك
وصارت ذات يمن في نصيب * بقاع مستها منها كَدَاك
وخدمك كل وقت والوقوف * أحب إلي دوما في فناك
كلاك العنكبوت بغار ثور * بحوك النسج من أعدا نجاك
كذاك حمامة فازت بحظ * فباضت فوه غار في حذاك
أحبك ليس في حبي نفاق * وكثرة حوبتي لا من عداك
هديت إلى الصراط المستقيم * بذنب قد سلكت ورا هداك!
تراني أنت ثاو في الضريح * أسير على الذنوب إلى جفاك
وكل الذنب رفض الأمر منك * فمن يعصي الإله فقد عصاك
حبيبي لو مدحت بألف سفر * بقدر العرش لا يوفي علاك
ومريم ثم طه والنساء * كذا الحجرات تسهب في ثناك
وقبلي قد أجزت المادحين * كذا الممدوح من بعد اقتفاك
فكعبا إذ أتاك بجزل مدح * أجزت بطيب قلب من كساك
وبوصيرينا إذ قال فيك * مديحا قد منحت له رداك
فخير مناي من ذاك العطاء * بدنيا أن أنال به التقاك
وتنجيني غدا من كل هول * فادخل في الجنان ولا هلاك
ظهوري في ضيائك أنت شمس * وهذا العبد ذر في سناك
بأشعار مدحتك قبل هذا * ولكن ما ظفرت بأن أراك!!
وإني لم أصر كعبا بمدحي * وحسانا هما من أصفياك
ما شاء الله………