سنتحدث في موضوع اليوم عن مظاهر التجديد في شعر ابو نواس ، هذا الشاعر الذي جعل من شعره صورة صادقة لحياته التي لا تقيم فرقا بين الأدب والواقع ، فانغمس ﻓﻲ حياة اللهو والمجون ، وأطلق العنان لأشعاره التي تظهر تمتعه بملكة أدبية ولغوية كبيرة وفريدة .
محتويات
زعيما التجديد :أبو نواس وبشار بن برد
شاء أبو نواس ، شأن بشار بن برد ، أن يتخذ اﻟﺘﺠدﻴد مذهبا و حركة واضحة المعالم لشعره ، ولما كان ذلك المذهب مخالفا لما ألفه سواد الشعراء السابقين ، ولا سيما المقلدين منهم ، فقد كان أبو نواس ، نظير بشار مجددا ، إلا أن ثمة تباين بين الشاعرين اللذين يعدان بحق زعيمي التجديد في العهد العباسي .
فبينما كان بشار مجددا بعامل اندفاع نفسي ، وملاءمة بينه وبين نزعات عصره ، اتخذ أبو نواس التجديد مبدءا واعيا ، جلي المعالم والأهداف ، يجري على سننه ويدافع عنه ، ويعمل على هدم ما هو مخالف له .
وبين الشاعرين تشابه أيضا من الناحية التقليدية ، وقد اضطرا إلى اصطناع لأساليب من سبقهما وبعض معانيهم إرضاء لذوي السلطان وتقربا منهم للحصول على صلاتهم . زد على ذلك أن الثقافة العربية التي نشأ عليها الشاعران قد أثرت في عقليتهما فمالت بهما إلى التقليد أحيانا عن غير وعي .
التقليد عند أبي نواس
لم يكن ابو نواس ليعمد إلى التقليد في أكثر الأحيان إلا ﻋن اضطرار . وكان ذلك يورثه شيئا غير قليل من التبرم والضجر لأنه يتكلفه تكلفا ، ولا يخشى أن يقول في مطلع إحدى قصائده المدحية :
أعِرْ شعركَ الأطلالَ والمنزلَ القفرا * فقد طالما أزرى به نعتُك الخمرا
دعاني إلى وصف الطلول مسلّط * يضيق ذراعي أن أردّ له أمرا
فسمعا أمير المؤمنين وطاعة * وإن كنتَ قد جشّمتني مركبا وعرا
ولقد ساعد اطلاع أبي نؤاس على الشعر الجاهلي القديم ، وتضلعه من اللغة ، ومقدرته الشعرية ، أن يجيد التقليد إلى حد بعيد ، فيأتي بمديحه مشابها لطريقة الشعراء الأقدمين ، فيقف على الأطلال ، ويذكر الرحيل ، ويصف الناقة أحيانا ، حتى يبلغ الممدوح فيسبغ عليه الأوصاف المعهودة من كرم الأصل والجود ، قصد التكسب والاستجداء .
كما سار على نفس النهج في غرض الرثاء ، وهو إذ يتصنع فيه ولا يجيده ، فلأنه ألف محاربة الحزن والألم طوال حياته ، وانغمس في اللذة حتى تخدرت عواطفه .
مظاهر التجديد في شعر ابو نواس : الداعي إلى ذلك
كان أبو نواس مدفوعا إلى التجديد و التطور بحكم ما اجتمع له من العوامل الخارجية والنفسية .
– ففي الأوضاع الاجتماعية ، كان لتفشي المجون والخلاعة الأثر الكبير على نفسية أبي نواس المندفعة اندفاعا طبيعيا وجارفا إلى الخلاعة والمجون .
– وفي السياسة احتدم الصراع بين العرب والأعاجم ولا سيما الفرس ؛ فكان من ناحية المتحزبون للعروبة ، ومن أخرى أنصار الشعبوية . وكان أبو نواس ذا عرق فارسي ، أو بالأحرى مغمور النسب ، لا يقيده إيثار عرقي ، وليس له من دافع على التفضيل بين حزب وحزب ، إلا ما يبديه كل منهما من مغريات .
– وفي العلم والفلسفة ، افتتن أبو نواس بأنواع المذاهب والآراء المختلفة التي لم يقل بها العرب الأقدمون .
– وفي الدين ساهمت جرأة البعض على الخوض في مسائل كبيرة وحساسة ، على خلق متنفس كبير لشاعر الخمرة في ﻫذه الناحية .
وعلى الإجمال ، فقد وُجد أبو نواس في بيئة توافق نزعاته الطبيعية أشد الموافقة .
وكان بوسع أبي نواس ، لو شاء ، أن يجري على مثل ما ألفه كثير من الشعراء الذين سبقوه ، فيكون مجددا في الحياة مقلدا في اﻟﺸﻌر .
إلا أن طبعه الصريح ، ونفسه الصابية إلى الحرية ، قد انصرفا به بعيدا عن ذلك التناقض . فنهج خطة حديثة ، لا تكتفي بصوغ النماذج الجميلة في ميدان التجديد بل تسعى في الدفاع عنه وإبراز مزاياه وامتداحها ، ومهاجمة الشعر القديم والحياة العربية السالفة ، وتتناولهما بالتهكم المر .
مظاهر التجديد في شعر ابو نواس
سنعرض لكم في ما يلي أبرز و أشهر الأغراض الشعرية التي شملتها مظاهر التجديد في شعر ابو نواس :
1 – الهجاء
من الظاهر أن أبا نواس لم يكن من الشعراء المطبوعين على الهجاء ؛ فلم يكن له ، من فطرته ، تلك النقمة الطبيعية على الجنس البشري ، التي تلازم أغلب الهجائين المطبوعين فلا تدعهم يرتاحون إلا إلى كشف النقاب على العيوب وتناولها بالنقد والثلب .
ولم يكن غرامه بالخمرة من جهة أخرى ليفسح لخياله مجال العبث بالصور المشوهة المضحكة التي تتخذها فئة أخرى من الهجائين عمادا لأدبها .
ومع ذلك فقد كان أبو نواس يعمد إلى الهجاء أحيانا ، فيأتي به إما حزبيا دفاعيا ينشر فيه نزعة له سياسية أو عقيدة أدبية ، ويكافح ما ينافيهما من نزعات وعقائد . وهو كثيرا ما يوجه ذلك الشعر إلى العرب عموما ، ويحارب بنوع خاص عقلية الأعراب القدماء .
وهو تارة يطعن في الأسر المالكة وذات النفوذ ، أو يعرض بالقبائل العربية ، وتارة ينحى على عقلية الأعاريب الأقدمين أبناء البادية ، فيفضح ما فيها من سخف وذلة ، وما في حياتهم من جفاء وخشونة .
ففي الصنف الأول ، وهو الذي يتألف من القصائد السياسية ، يتجلى ميله الفارسي وقلة اعتداده بالقبائل العربية ، وفي الصنف الثاني ، وهو الذي يستهل به عادة قصائده الخمرية ، يجهر بشغفه الجم بالحياة الجديدة الواقعية .
ثم هناك هجاؤه الانتقامي الذي يثأر فيه لنفسه ممن لا يقدرون منزلته الشعرية على نحو ما يقدرها هو ، وأخيرا هجاؤه المزحي الذي كان يداعب به أصدقاءه وندماءه ، أو يعارض به منافسيه . وهو ، وإن لم ينطو على نقمة عميقة ، فإنه مع ذلك حاد ومؤلم .
وعلى الإجمال ، فإن مظاهر التجديد في فن الهجاء عند ابي ﻧﻮﺍﺱ شملت : المجاهرة بازدراء العرب والعقلية العربية ، والدعاء إلى التمتع والتوغل في الحياة الحديثة الواقعية اللاهية ؛ وعدم الخشية من مدح الأعاجم ولا سيما الفرس منهم .
أشعار في غرض الهجاء لأبي نواس
قال يهجو قبائل بني تميم :
إذا ما تميميّ أتاك مفاخرا * فقل عدّ عن ذا كيف أكلك للضب
تفاخر أبناء الملوك سفاهة * وبولك يجري فوق ساقك والكعب
وقال يهجو الخصيب أمير مصر :
نَفَسُ الخصيب جميعه كذبُ * وحديثه لجليسه كربُ
تبكي الثياب عليه معولة * أن قد يجر ذيولها كلب
وقال يهجو الهيثم بن عدي العالم النحوي :
مررت بهيثم بن عدي يوما * وقِدما كنت أمنحه الصفاء
فأعرض هيثم لما رآني * كأني قد هجوت الأدعياء
وقد آليت أن أهجو دعيّا * ولو بلغت مروءته السماء
وقال يهجو أحد ندمائه :
على خبز إسماعيل واقية البخل * فقد حلّ في دار الأمان من الأكل
وقال يهجو مغنيا :
قد نضجنا ونحن في الخيش طرّا * أنضجتنا كواكب الجوزاء
فأصيبوا لنا حسينا ففيه * عوض عن جليد برد الشتاء
لو تغنى وفوه ملآن جمرا * لم يضره لبرد ذلك الغناء
2 – الطرديات
الطرديات ، أو وصف الصيد ، من الأبواب الشعرية التي كانت معروفة عند العرب ؛ إلا أنها حتى عهد أبي نواس لم تقم فنا مستقلا بذاته ، بل كانت كالخمريات تأتي في أغلب الأحيان مدموجة في عرض قصيدة مختلفة المواضيع موجزة في الإجمال ، قلما تتعدى بضعة أبيات .
وقد عُني أبو نواس عناية خاصة بهذا الباب ، لأنه كان من الأمور التي يؤثرها الأمراء ، وأغلبهم مولع بالصيد ومطاردة الفرائس . وكان شاعرنا يخرج بصحبتهم إليه ، ويرجع وملء حقيبته صور رائعة متنوعة ، صور الكلاب والطرائد ، وآلات الصيد ، وسائر ما يستخدم ويُرى في مثل ذلك الحال .
ثم يتحفهم بقصائد في تصوير تلك الأيام اللاهية ، يتناول فيها الصيد من جميع نواحيه ، ويفتن في وصفه ويتمادى ما شاء ، حتى يؤلف لوحات عليها من البراعة والإتقان ما قلما اتفق لسواه . وأبو نواس يكثر في هذا الباب من الصناعة البديعية ، والاستعارات والتشابيه الخيالية ، والصور المستمدة من حضارة العصر المترفة .
قال أبو نواس يصف كلبه الذي انطلق مع الصباح :
وقد اغتدى والصبح مشهور * قد طلعت فيه التباشير
بمخطف الايلل في خطمه * طول وفي شدقيه تأخير
وقال يصف كلبا وهو يمشي كالمتباهي في مقود صاحبه ، وعلى أن الظبي مكث في تل عال لينجو من ذلك الكلب ، ولكن ظنه خاب حيث عندما أطلقه صاحبه بسرعة فائقة في الأرض الوعرة وإذا به ينقض على فريسته في أعالي الجبال ، إذ يقول :
يجول في المقود كالمختال وانس * هجنا به فهاج لنزال
الظبي بتل عال * فانسل قلبي ساعة الإرسال
ومر يتلوه ولم يبال * وبالحزن والسهل وبالرمال
فصاده في أصعب الجبال * وقائل لي وهو عن حيالي
أكرم بهذا الكلب من محتال ! * أتيح حتف الظبي والأوعال
3 – الزهديات
هو العنوان الذي ألف النقاد إطلاقه على تلك القصائد القليلة التي قالها أبو نواس في أخريات أيامه ، وقد تحطمت قواه ، وقعد به العجز عن تتبع الملاهي ، فانكفأ على نفسه يسبر ، بعين موجعة وقلب كسير ، غور المعاصي التي ملأ بها حياته ؛ فهاله ذلك المشهد القاتم ، وأقبلت نفسه على التوبة .
وزهديات أبي نواس هي من الشعر الغنائي الخالص ؛ هي نغمات شجية يتراجع فيها نواح قلب صادق الألم والخوف والندم والزهد في الدنيا ؛ هي على قلتها ، من أجمل شعر أبي نواس ، وأرقه ، وأعمقه عاطفة ، وأبعده تأثيرا ، وأصدقه عبارة .
قال أبو نواس في قصيدته ” سبحان علام الغيوب ” :
سبحانَ علاَّمِ الغيوبِ * عَجَباً لتَصريفِ الخُطوبِ
تَغدو عَلى قَطفِ النُفو * سِ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ
حتى متى ، يا نفسُ، تَغَـ * ــتَرّينَ بالأملِ الكذوبِ
يا نَفسُ تُوبي قَبلَ أنْ * لا تَستَطيعي أنْ تَتُوبي
وَاِستَغفِري لِذُنوبِكِ ال * رَحمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ
إِنَّ الحَوادِثَ كَالرِيا * حِ عَلَيكِ دائِمَةَ الهُبوبِ
و الموتُ شرعٌ واحدٌ ، * و الخلْقُ مختلفو الضّروبِ
وقال في قصيدة التوبة المشهورة :
يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً * فلقد عَلِمْتُ بِأَنَّ عفوك أَعْظَمُ
إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَّ مُحْسِنٌ * فَمَن الذي يَدْعُو ويَرْجُو المجرم
أَدْعُوكَ رَبِّ كما أمرت تَضَرُّعاً * فَإِذَا رَدَدَّتَ يَدِي فمن ذا يَرْحَمُ
مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلاّ الرَّجَا * وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ
4 – الغزل
لم يكن مزاج أبي نواس ومذهبه في الحياة اللاهية الشاردة وراء اللذة الوقتية ، ليتيحا له اكتناه الحب الصحيح الخالص ، أو ليجعلاه يوما من العاشقين ، وهو إذا تغزل يصطنع الغزل اصطناعا ، ومع ذلك فقد يبلغ أبو نواس أحيانا ، في غزله هذا ، إلى شيء من إجادة فنية لا تخفي ما في جيّده من مخادعة في العاطفة ، وتكلف باد ، ورديء ساقط .
قال في حبيبته جنان :
وجه حبيبتي جناء دنيائي * ترتع فيه ظباء أهوائي
تصطادها أكلب الصدود إذا * يدعو إليها الهوى بإيماء
حسوت من كفها على طرب * من قهوة في الزجاج صفراء
نجومها في الكؤوس إذا طلعت * أفلاكها مزجت بأمواء
ثم لأبي نواس صنفا آخر من الغزل ، يكاد يكون جديدا في الأدب العربي ، وهو التشبيب بالغلمان والغلاميات ، والغلمان جماعة من الفتيان المتخنثين ، المسرفين في التظرف والتبرج ، أما الغلاميات فجوار متطرفات خليعات ، يتخدن المظاهر الملفقة ، ويتزيين بزي الفتيان .
وقد كان أبو نواس مغرما بتلك الظواهر فوصفها ، وتغزل بهن في شعر يلائمهن خفة وسوء أدب ، وإباحة ، من غير تغلغل إلى العاطفة الصادقة والجمال الحق .
وفي هذا يرى الأديب الناقد الدكتور يوسف بكار ، أن انتشار العادات الفارسية في المجتمع العباسي ولا سيما السيئة منها ، ساهم في خلق جبهة تهوى هذا النوع من الانحراف والمجون ، وشُفعت تلك الحرية بمباركة السلطان لها ، فغدا إتيان المعاصي مبررا لكون السلطان نفسه يأتيها ، والناس على دين ملوكهم .
قال أبو نواس :
احمدوا الله جميعا * يا جميع المسلمينا
ثم قولوا لا تملوا * ربنا ، أبق الأميـنا
صيّر الخصيان حتى * صيّر التعنين دينا
فاقتدى الناس جميعا * بأمير المؤمنيـنا
5 – الخمريات
أبو نواس شاعر الخمرة غير منازع ، والخمرة عروس شعره الحقيقية ، وفيها تجلت عبقريته المجددة التي رفعته فوق السابقين واللاحقين ، فكان زعيم شرّاب الخمرة ، كما كان زعيم القائلين فيها ؛ وقد جعل لها في الأدب العربي بابا مستقلا كاملا .
ولما كان أبو نواس واقعيا وأراد الكلام على الخمرة ، لم يتغن في شعره هذا إلا بالواقع ، ولم يكد يعتمد فيه على غير الحس ؛ فهو يتناول الخمرة كما تقع في حواسه . وإذا كان يعبد الخمرة ويعشقها فقد تقصى الكلام عليها ، ولم يدع فيها واردة ولا شاردة إلا التفت اليها وأحاط بها وأثبتها ، مما يتعلق بمنظورها ومشمومها ومذاقها وتأثيرها في الحس وفي النفس .
وخلص عميد الأدب طه حسين في تحليله لخمريات أبي نواس إلى القول : ” إن أبا نواس في شعره الخمري كان يرمي إلى غرضين : أحدهما الاعتراف بالجديد في الأدب ، والآخر الاعتراف بالجديد في الحياة ” .
قال في قصيدته المشهورة ” لا تلمني ” :
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ * وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزَلُ الأَحزانُ ساحَتَها * لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
مِن كَفِّ ذاتِ حِرٍ في زِيِّ ذي ذَكَرٍ * لَها مُحِبّانِ لوطِيٌّ وَزَنّاءُ
قامَت بِإِبريقِها وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ * فَلاحَ مِن وَجهِها في البَيتِ لَألأُ
فَأَرسَلَت مِن فَمِ الإِبريقِ صافِيَةً * كَأَنَّما أَخذُها بِالعَينِ إِغفاءُ
رَقَّت عَنِ الماءِ حَتّى ما يُلائِمُها * لَطافَةً وَجَفا عَن شَكلِها الماءُ
فَلَو مَزَجتَ بِها نوراً لَمازَجَها * حَتّى تَوَلَّدُ أَنوارٌ وَأَضواءُ
وقال أيضا :
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي : هيَ الخمرُ * ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة * فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ
وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا * و ما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى * فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانة * ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
ختاما
تلك كانت أبرز مظاهر التجديد في شعر ابو نواس ، والتي حاولنا أن نستقيها مختصرة قدر الإمكان من مصادر الأدب المعروفة ، ومما لا يدع مجالا للشك ، فقد خلّف هذا الشاعر العبقري ، موروثا شعريا حافلا بالمفردات اللغوية القويمة والتعابير البلاغية الرصينة ، وإن كان يعاب عليه مجونه وانحرافه .
مصادر :
– تاريخ الأدب العربي ( حنا الفاخوري ) .