الخميس 25 أبريل 2024

من أجمل أشعار و خواطر المتنبي في الحب والغزل

تم التحديث في: 2022-04-30

لقد اهتم شاعر الهمة والفخر ونشود العلياء ، بالحكمة والفخر والمدح أكثر ما يكون ، وبالتالي كانت أشعاره في الغزل قليلة ومشتتة ، إذ أن طموحه لا يترك له مجالا للالتفات لضروب العشق الطويلة ، ومع ذلك فقد أبدع في هذا الفن ، لتمكنه من لغة البيان .

ولقد حاولنا في هذا الموضوع أن نختار لكم باقة متنوعة من أشعار أبي الطيب المتنبي التي خلّفها في الحب والغزل .

 

أشعار و خواطر المتنبي في الحب ( 1 )

لما تقطعت الحمول تقطعت  *  نفسي أسى وكأنهن طلـوح 

وجلا الوداع من الحبيب محاسنا  *  حسن العزاء وقد جلين قبيح 

فيد مسلمة وطرف شاخص  *  وحشا يذوب ومدمع مسفوح 

يجد الحمـام ولـو كوجدي لانبرى  *  شجر الأراك مع الحمام ينوح

***

حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا  *  فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ

أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ  *  تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ

حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى  *  وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ

وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا  *  غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ

بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا  *  إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ

أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها  *  وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ

فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى  *  كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ

فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا  *  مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ

***

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا  *  وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا

ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى  *  من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى

بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا  *  ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا

وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ  *  أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا

***

في الخَدّ أنْ عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا  *  مَطَرٌ تَزيدُ بهِ الخُدودُ مُحُولا

يا نَظْرَةً نَفَتِ الرُّقادَ وغادَرَتْ  *  في حَدّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلُولا

كَانَتْ مِنَ الكَحْلاءِ سُؤلي إنّما  *  أجَلي تَمَثّلَ في فُؤادي سُولا

أجِدُ الجَفَاءَ على سِواكِ مُرُوءَةً  *  والصّبرَ إلاّ في نَواكِ جَميلا

وأرَى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً  *  وأرَى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَمْلُولا

***

لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي  *  وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي

وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه  *  وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ

***

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ  *  طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ  *  وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ

وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً  *  وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ

***

قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا  *  أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا

فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى  *  أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا

يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً  *  أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا

***

ما أوجه الحضر المستحسنات به  *  كأوجه البدويات الرعابيب

حسن الحضارة مجلوب بتطرية  *  وفي البداوة حسن غير مجلوب

أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها  *  مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب

ومن هوى كل من ليست مموهة  *  تركت لون مشيبي غير مخضوب

أشعار و خواطر المتنبي في الحب ( 2 )

 

إن التي سفكت دمي بجفونها  *  لمتدر أن دمي الذي تتقلدُ

قالت وقد رأت اصفراري من به  *  وتنهدت فأجبتها المتنهدُ

فمضت وقد صبغ الحياءُ بياضها  *  لوني كما صبغ اللجين العسجد

فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى  *  متأوداً غصنٌ به يتأودُ

عدويةٌ بدويةٌ من دونها  *  سلب النفوس ونار حرب توقد

***

هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ  *  بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا

مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً  *  مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا

بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها  *  وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا

كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ  *  شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا

***

وَمَا العِشْقُ إلاّ غِرّةٌ وَطَمَاعَةٌ  *  يُعَرّضُ قَلْبٌ نَفْسَهُ فَيُصَابُ

وَغَيرُ فُؤادي للغَوَاني رَمِيّةٌ  *  وَغَيرُ بَنَاني للزّجَاجِ رِكَابُ

***

أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ  *  وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ

جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى  *  عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ

مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ  *  إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ

جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي  *  نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ

وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ  *  فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني  *  عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ فيهِ ما لَقُوا

***

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ  *  هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ  *  في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

***

عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ  *  وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ

وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ *  وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ

***

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا  *  وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا

ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى  *  من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى

 

أشعار و خواطر المتنبي في الحب ( 3 )

 

أبْلى الهَوَى أسَفاً يَوْمَ النّوَى بَدَني  *  وَفَرّقَ الهَجْرُ بَيْنَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

رُوحٌ تَرَدّدَ في مثلِ الخِلالِ إذا  *  أطَارَتِ الرّيحُ عنهُ الثّوْبَ لم يَبنِ

كَفَى بجِسْمي نُحُولاً أنّني رَجلٌ  *  لَوْلا مُخاطَبَتي إيّاكَ لمْ تَرَني

***

نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها  *  في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا

واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها  *  فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا

رُدّي الوِصالَ سقَى طُلولَكِ عارِضٌ  *  لوْ كانَ وَصْلُكِ مِثْلَهُ ما أقْشَعَا

***

يا طفلة الكف عبلة الساعد  *  على البعير المقلدِ الواخدْ

زيدي أذى مهجتي أزدك هوى  *  فأجهل الناس عاشقٌ حاقدْ

حكيت يا ليل فرعها الوارد  *  فاحك نواها لجفني الساهدْ

طال بكائي على تذكرها  *  وطلت حتى كلاكما واحدْ

***

أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا  *  وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا

وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً  *  وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا

لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ  *  لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا

بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً  *  يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا

***

فَمَا أمُرّ برَسْمٍ لا أُسَائِلُهُ  *  وَلا بذاتِ خِمارٍ لا تُريقُ دَمي

تَنَفّسَتْ عَن وَفاءٍ غيرِ مُنصَدِعٍ  *  يَوْمَ الرّحيلِ وشَعْبٍ غَيرِ مُلْتَئِمِ

قَبّلْتُها وَدُمُوعي مَزْجُ أدْمُعِهَا  *  وَقَبّلَتْني على خَوْفٍ فَماً لفَمِ

قد ذُقْتُ ماءَ حَياةٍ مِنْ مُقَبَّلِها  *  لَوْ صَابَ تُرْباً لأحيا سالِفَ الأُمَمِ

تَرنو إليّ بعَينِ الظّبيِ مُجْهِشَةً  *  وتَمْسَحُ الطّلَّ فَوْقَ الوَرْدِ بِالعَنَمِ

مصادر :

– ديوان المتنبي .

عن Amjad Bora