الخميس 28 مارس 2024

أبيات شعر للمتنبي عن عزة النفس : عش عزيزا أو مت وأنت كريم !

تم التحديث في: 2022-04-30

نقف بكم مرة أخرى مع روائع المتنبي في الشعر ، وهذه المرة اخترنا لكم أجمل ما قاله في عزة النفس ونشود الهمة .

 

أبيات شعر للمتنبي عن عزة النفس ( 1 )

 

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ  *  وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ

لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ  *  وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ

لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ

وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ  *  ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ

وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّة  *  وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ

كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً  *  رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا

وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ  *  تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى

غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا  *  كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا

وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ   *  لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا

وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ   *  فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا

كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ  *  فُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا

***

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ  *  فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ  *  كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ   *  وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني  *  ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ

وكمْ من عائِبٍ قوْلا صَحيحا  *  وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ

ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ  *  على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ

أبيات شعر للمتنبي عن عزة النفس ( 2 )

 

وَفي الجسْمِ نَفسٌ لا تَشيبُ بشَيْبِهِ  *  وَلَوْ أنّ مَا في الوَجْهِ منهُ حِرَابُ

لهَا ظُفُرٌ إنْ كَلّ ظُفْرٌ أُعِدُّهُ  *  وَنَابٌ إذا لم يَبْقَ في الفَمِ نَابُ

يُغَيِّرُ مني الدّهرُ ما شَاءَ غَيرَهَا  *  وَأبْلُغُ أقصَى العُمرِ وَهيَ كَعابُ

وَإنّي لنَجْمٌ تَهْتَدي صُحبَتي بِهِ  *  إذا حالَ مِنْ دونِ النّجومِ سَحَابُ

غَنيٌّ عَنِ الأوْطانِ لا يَستَخِفُّني  *  إلى بَلَدٍ سَافَرْتُ عنهُ إيَابُ

وَأصْدَى فلا أُبْدي إلى الماءِ حاجَة  *  وَللشّمسِ فوقَ اليَعمَلاتِ لُعابُ

***

أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي  *  وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ

أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا  *  وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ

وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ  *  حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ

الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني  *  وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ

صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِدا  *  حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ

ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي  *  أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ

***

فُؤادٌ ما تُسَلّيهِ المُدامُ  *  وعُمْرٌ مثلُ ما تَهَبُ اللِّئامُ

ودَهْرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ   *  وإنْ كانتْ لهمْ جُثَثٌ ضِخامُ

وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم   *  ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ

أبيات شعر للمتنبي عن عزة النفس ( 3 )

 

أُطاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها الدّهْرُ  *  وَحيدا وما قَوْلي كذا ومَعي الصّبرُ

وأشْجَعُ مني كلَّ يوْمٍ سَلامَتي   *  وما ثَبَتَتْ إلاّ وفي نَفْسِها أمْرُ

تَمَرّسْتُ بالآفاتِ حتى ترَكْتُهَا   *  تَقولُ أماتَ المَوْتُ أم ذُعِرَ الذُّعْرُ

وأقْدَمْتُ إقْدامَ الأتيّ كأنّ لي   *  سوَى مُهجَتي أو كان لي عندها وِتْرُ

ذَرِ النّفْسَ تأخذْ وُسعَها قبلَ بَينِها   *  فمُفْتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمْرُ

ولا تَحْسَبَنّ المَجْدَ زِقّاً وقَيْنَة فما   *  المَجدُ إلاّ السّيفُ والفتكةُ البِكرُ

إذا الفضْلُ لم يَرْفَعكَ عن شكرِ ناقصٍ  *  على هِبَةٍ فالفَضْلُ فيمَن له الشّكْرُ

ومَنْ يُنفِقِ السّاعاتِ في جمعِ مالِهِ   *  مَخافَةَ فَقْرٍ فالذي فَعَلَ الفَقْرُ

***

وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ   *  بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا

كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي   *  ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا

فلا عَبَرَتْ بي ساعَةٌ لا تُعِزّني   *  ولا صَحِبَتْني مُهجَةٌ تقبلُ الظُّلْمَا

***

عِشْ عزيزا أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ   *  بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ

فَرُؤوسُ الرّمَاحِ أذْهَبُ للغَيْـ  *  ظِ وَأشفَى لِغلّ صَدرِ الحَقُودِ

لا كَما قد حَيِيتَ غَيرَ حَميدٍ   *  وإذا مُتَّ مُتَّ غَيْرَ فَقيدِ

فاطْلُبِ العِزّ في لَظَى وَدَعِ الذّ   *  لّ وَلَوْ كانَ في جِنانِ الخُلُودِ

يُقْتَلُ العاجِزُ الجَبَانُ وقَدْ يَعـ   *  ـجِزُ عَن قَطْع بُخْنُقِ المَولودِ

وَيُوَقَّى الفَتى المِخَشُّ وقَدْ خوّ   *  ضَ في ماءِ لَبّةِ الصّنْديدِ

لا بقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي  *  وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي

وبهمْ فَخْرُ كلّ مَنْ نَطَقَ الضّا   *  دَ وَعَوْذُ الجاني وَغَوْثُ الطّريدِ

إنْ أكُنْ مُعجَباً فعُجبُ عَجيبٍ  *  لمْ يَجدْ فَوقَ نَفْسِهِ من مَزيدِ

أنَا تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي  *  وَسِمَامُ العِدَى وغَيظُ الحَسودِ

أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ   *  ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ

مصادر :

– ديوان المتنبي .

عن Amjad Bora