الأربعاء 17 أبريل 2024

أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الغزل : حينما تتهاطل عبارات العشق على رسم الأطلال

تم التحديث في: 2022-04-30

الغزل من أقدم الفنون الشعرية عند العرب وأكثرها شيوعا لأنه متصل بطبيعة الإنسان وبتجاربه الذاتية خاصة وأن الحب يحرك كل القلوب ، والشعراء دون غيرهم يصورون هذا الحب بعاطفة صادقة فيتدفق على ألسنتهم من وجدان مرهف ليعبر عما يجيش في خاطر الشاعر وعما يختلج في قلبه .

وبناء على طلبكم الخاص ، فقد اخترنا لكم في هذا الموضوع أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الغزل ، فقد عرف هذا العصر بغزارة هذا النوع من الأغراض الشعرية ، فكل الشعراء بدأوا مدائحهم وأهاجيهم ومراثيهم بالغزل .

 

أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الغزل ( 1 )

قال زهير بن أبي سلمى :

صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو   *  وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ

وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانيا  *  على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ ، وما يحلُو

وكنتُ إذا ما جئتُ ، يوما لحاجة   *  مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو

وكلُّ محبّ أعقبَ النأيُ لبهُ  *  سلوَّ فؤادٍ ، غير لبكَ ما يسلُو

قال عنترة بن شداد :

يا طائرا قد باتَ يندبُ إلفهُ  *  وينُوحُ وهْوَ مُولّهٌ حَيرانُ

لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملوَّنا  *  حَسنا ولا مالتْ بكَ الأَغصان

أين الخَليُّ القلْبِ ممَّنْ قلْبُهُ  *  من حرِّ نيرانِ الجوى ملآن

عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذي  *  أفنى ولا يفنى له جريان

حتى أَطيرَ مُسائلا عنْ عبْلة  *  إنْ كان يُمكنُ مثليَ الطَّيرانُ

وقال عنترة أيضا :

إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي  *  طفا بردها حرَّ الصبابة ِ والوجدِ

ولولاَ فتاة في الخيامِ مُقيمَة  *  لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يوما على البعدِ

مُهفْهَفة ٌ والسِّحرُ من لَحظاتها  *  إذا كلمتْ ميتا يقوم منْ اللحد

أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها  *  تقُول : إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي

وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري  *  فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ

فولتْ حياء ثم أرختْ لثامها  *  وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الورد

وسلتْ حساما من سواجي جفونها  *  كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ

تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ  *  ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ

مُرنِّحة ُ الأَعطاف مَهْضومة ُ الحَشا  *  منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ

يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها  *  فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ

ويطلعُ ضوء الصبح تحتَ جبينها   *  فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعد

وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ  *  مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهد

أجمل أبيات الشعر الجاهلي في الغزل ( 2 )

 

قال امرؤ القيس في مطلع معلقته :

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل  *  بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها  *  لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها  *  وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا  *  لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ

وُقوفا بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ    يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة مهراقة  *  فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

قال النابغة الذبياني :

نبئتُ نعما ، على الهجرانِ ، عاتبة  *  سَقيا ورَعيا لذاك العاتِبِ الزّاري

رأيتُ نعما وأصحابي على عجلٍ  *  والعِيسُ ، للبَينِ ، قد شُدّتْ بأكوارِ

بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها  *  لم تُؤذِ أهلا ، ولم تُفحِشْ على جارِ

و الطيبُ يزدادُ طيباً أن يكونَ بها  *  في جِيدِ واضِحة ِ الخَدّينِ مِعطارِ

تسقي الضجيعَ – إذا استسقى – بذي أشر  *  عذبِ المذاقة ِ بعدَ النومِ مخمارِ

كأنّ مَشمولة صِرْفا برِيقَتِها  *  من بعدِ رقدتها ، أو شهدَ مشتارِ

ألَمحَة من سَنا بَرْق رأى بصَري  *  أم وجهُ نعم بدا لي ، أم سنا نارِ ؟

بل وجهُ نعمٍ بدا ، والليلُ معتكرٌ  *  فلاحَ مِن بينِ أثوابٍ وأستْارِ

قال الأعشى في معلقته :

ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ  *  وهلْ تطيقُ وداعا أيها الرّجلُ ؟

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها  *  تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا  *  مر السّحابة ِ، لا ريثٌ ولا عجلُ

تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاسا إذا انصَرَفَتْ  *  كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ

ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها  *  ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ

يَكادُ يَصرَعُها لَوْلا تَشَدّدُهَا  *  إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ

مصادر :

– الغزل في الشعر العربي ( سراج الدين محمد ) .

عن Amjad Bora