عيون تتوق لإخوان احتلوا القلوب بطيب معدنهم ، وسمو أخلاقهم ، وكرم طبعهم ، فاجتمعوا على المحبة في الله ولله . وفي موضوعنا ، اخترنا لكم أجمل أبيات شعر عن الحب في الله ، تفيض تذللا وشوقا ومحبة خالصة .
شعر عن الحب في الله ( 1 )
قال الشيرازي :
قال لي المحبوب لما زرته * من ببابي قلت بالباب أنا
قال لي أخطأت تعريف الهوى * حينما فرقت فيه بيننا
ومضى عام فلما جئته * أطرق الباب عليه موهنا
قال لي من أنت قلت أنظر فما * ثمّ إلاّ أنت بالباب هنا
قال لي أحسنت تعريف الهوى * وعرفت الحب فأدخل يا أنا
وقال أيضا :
بكت عيني غداة البين دمعا * وأخرى بالبكا بخلت علينا
فعاقبت التي بالدمع ضنت * بأن أغمضتها يوم التقينا
وقال أيضا :
ما مر من طيف الهوى بمسمعي * لو سمعته الورق ما ناحت معي
يا معشر الخلان قولوا للمعافى * لست تدري ما بقلب الموجع
قال أبو العتاهية :
طَلَبتُ أخا في الله في الغرب والشرقِ * فأعْوَزَني هَذا، على كَثرة ِ الخَلقِ
فصِرْتُ وَحيدا بَينَهُمْ، مُتَصَبّرا * على الغدرِ منهُمْ، وَالمَلالة ِ وَالمَذقِ
أرى منْ بها يقضي عليَّ لنفسِهِ * ولمْ أرَ منْ يرعَى عليَّ ولا يُبقِي
وكَمْ من أخٍ قد ذقته ذا بَشاشة * إذا ساغَ في عيني يَغَصُّ بهِ حلْقي
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفي لأهْلِها * فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولا صدقِ
وَلم أرَ أمْرا واحِدا مِنْ أُمُورِهَا * أعَزّ، وَلا أعْلى منَ الصّبرِ للحَقّ
شعر عن الحب في الله ( 2 )
قال ابن دريد :
أهلاً وسهلا بالذين أودُّهمْ * وأحبُّهمْ في اللهِ ذي الآلاءِ
أهلاً بقومٍ صالحينَ ذوي تقى * غرِّ الوجوهِ وزينِ كلِّ ملاءِ
يَسْعُونَ في طَلَبِ الحَدِيثِ بِعِفَّة * وتَوَقُّرٍ وسَكِينَة وحَيَاءِ
لَهُم المَهَابَة والجَلاَلة والنُّهَى * وفَضَائِلُ جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ
ومِدَادُ مَا تَجْرِي بِهِ أَقْلاَمُهُمْ * أَزْكَى وأَفْضَلُ مِنْ دمِ الشُّهَدَاءِ
يا طالبي علمَ النَّبيِّ محمَّد * ما أنتمُ وسواكمُ بسواءِ
قال أبو تمام :
هيَ فُرْقَة ٌ منْ صَاحبٍ لكَ ماجِدِ * فغداً إذابة ُ كلَّ دمعٍ جامدِ
فافْزَعْ إلى ذخْر الشُّؤونِ وغَرْبِه * فالدَّمْعُ يُذْهبُ بَعْضَ جَهْد الجَاهدِ
وإذا فَقَدْتَ أخا ولَمْ تَفْقِدْ لَهُ * دَمْعا ولاصَبْرا فَلَسْتَ بفاقد
إنْ يكدِ مطرفُ الإخاءَ فإننا * نغْدُو وَنَسْري في إِخَاءٍ تَالدِ
أوْ يختلفْ ماءُ الوصالِ * فماؤنا عذبٌ تحدرَ من غمامٍ واحدِ
أو يفْتَرقْ نَسَبٌ يُؤَلف بَيْننا * أدبٌ أقمناهُ مقامَ الوالدِ
قالت رابعة العدوية :
عرفت الهوى مذ عرفت هواك * وأغلقت قلبي عن من سواك
وبت أناديك يا من ترى * خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى * وحبـا لأنـك أهل لـذاك
فأما الذى هو حب الهوى * فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهل له * فكشفك لي الحجب حتي أراك
فلا الحمد في ذا ولاذاك لي * ولكن لك الحمد في ذا وذاك
وأشتاق إليك شوق النوى * وشوقا لقرب الخطا من حماك
فأما الذى هو شوق النوى * فنار حياتي غدت في ضياك
وأما اشتياقي لقرب الحما * فما ترى الدموع لطول نواك
شعر عن الحب في الله ( 3 )
قال الإمام علي – رضي الله عنه – :
لك الحمد يا ذا الجود و المجد والعلا * تباركت تعطي من تشاء و تمنع
إلهي وخلاقي وحرزي و موئلي * إليك لدى الإعسار و اليسر أفزع
إلهي لئن جلت وجمَّت خطيئتي * فعفوك عن ذنبي أجل وأوسع
إلهي لئن أعطيت نفسي سؤلها * فها أنا في أرض الندامة أرتع
إلهي ترى حالي وفقري و فاقتي * وأنت مناجاتي الخفية تسمع
إلهي أجرني من عذابك إنني * أسيرٌ ذليلٌ خائفٌ لك أخضع
إلهي لئن عذبتني ألف حجة * فحبل رجائي منك لا يتقطّع
إلهي أذقني طعم عفوك يوم لا * بنون ولا مال هنالك ينفع
إلهي لئن فرَّطت في طلب التقى * فها أنا إثر العفو أقفو و أتبع
إلهي لئن أخطأت جهلا فطالما * رجوتك حتى قيل ها هو يجزع
إلهي ذنوبي جَازَتِ الطَوْدَ واعْتَلَتْ * وَصَفْحُكَ عَنْ ذَنِبي أَجَلُّ وأَرْفَعُ
إلهي ذنوبي جازت الطود و اعتلت * وصفحك عن ذنبي أجل و أرفع
قال الحلاج :
إذا دهمَتـْك خيول البعاد * ونادى الاياس بقطع الرجـا
فخُذْ في شمالك ترس الخضوع * و شـُدّ اليمين بسيف البكـا
و نَـفْسَـك نَفْسَك كُنْ خائفـا * على حذر من كمين الجفـا
فإن جاء الهجر في ظلمـة * فسِرْ في مشاعل نور لصفا
فقـُلْ للحبيب ترى ذلـتي * فجُدْ لي بعفوك قبل اللقا
فـَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعـا * عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض المنا