الخميس 28 مارس 2024

قصة سيدنا موسى عليه السلام للأطفال : كليم الله

تم التحديث في: 2023-03-20

مع قصة سيدنا موسى عليه السلام للأطفال ، وهي من أجمل قصص الأنبياء في الصبر على الدعوة ، في بلد يحكمه فرعون ظالم ومتجبر ، ولا يرضى بالحق ولا يؤمن به ، فدعونا نتعرف على قصته .

اقرأ لاحقا : قصص الانبياء للاطفال مكتوبة

قصة سيدنا موسى عليه السلام للأطفال

 

كان أهل مصر في زمن حكم الفراعنة يعبدون الأصنام ، فلما جاء نبي الله يوسف عليه السلام ، نشر كلمة التوحيد ، واستقر مع أبيه يعقوب وإخوته بمصر ، فآمن أهل البلاد زمنا طويلا .

اقرأ أيضا : قصة سيدنا يوسف للأطفال

وبعد أن مات نبي الله يعقوب ومات سيدنا يوسف – عليهما السلام – ، عاد بنو إسرائيل إلى الكفر ، وابتعدوا عن دين الله ، وجاء في تلك الفترة ملك جبار حكم مصر ، وكان أهلها يعبدونه ، و هو فرعون المذكور في القرآن .

  • إسرائيل : هو اسم نبي الله يعقوب .
  • فرعون : لقب ملك مصر قديما .

كان فرعون مصر ملكا ظالما لبني إسرائيل ، فكان يحتقرهم ويستعبدهم ، ويوكل لهم الأعمال الدنيئة والشاقة ، ويعاقب بشدة كل من خالف أمره أو اعترض . ابتعد بنو إسرائيل عن عبادة الله عز وجل ، فسلط عليهم من يستعبدهم .

قال تعالى : ” إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم ” ( القصص 4 ) .

  • شيعا : أي فرقا .

 

أمر فرعون بقتل أطفال بني إسرائيل

 

في يوم من الأيام رأى فرعون في منامه أن نارا كبيرة حرقت قصره وبيوت المصريين ، ولا تحرق بيوت بني إسرائيل ، فجلب كبار مفسري الأحلام لتفسير حلمه ، فأخبروه بأن هناك طفلا من بني إسرائيل سيولد قريبا ، وسيكون سببا في زوال ملكه .

غضب فرعون غضبا شديدا بعد سماعه لهذا الكلام ، واستولى عليه الخوف من هذه الرؤيا ، خصوصا وأنها تهدد بزوال عرشه ، فأمر جنوده بأن يذبحوا كل طفل ذكر يولد في بني إسرائيل ويتركوا الإناث ، وبذلك ينقص عدد الذكور تدريجيا وتضعف قوتهم ، ولا يبقى من يهدد ملكه .

لكن أهل مصر المقربين من فرعون دعوه إلى أن يعيد النظر في قراره ، لأنه لو استمر بقتل جميع المواليد الذكور ، فلن يبقى أي أحد يعتمدون عليه في الأعمال الكبيرة والشاقة ، فالنساء لا يقدرن عليها بكل تأكيد . وأشاروا عليه بأن يقتل الأطفال في سنة ، ويتوقف عن ذلك في السنة التي تليها ، وهكذا …

ففي العام الذي لا يقتل فيه الأطفال ، ولد هارون أخ نبي الله موسى ، وفي السنة التي تليها ، وهي السنة التي يذبح فيها الأطفال ، ولد موسى عليه السلام ، فماذا تصنع أمه ، والجنود متربصون بالمواليد ، وفي أي لحظة قد يكتشفون أمر طفلها ويقتلونه ؟

 

قصة موسى عليه السلام للاطفال : إلقاءه في النهر

في ظل خوف أم موسى الشديد من اكتشاف جنود فرعون لطفلها وقتله ، جاء الفرج من الله العزيز الرحيم ، وأوحى إليها بأن تصنع صندوقا ، وتضع فيه الطفل الرضيع موسى ، ثم تلقيه في نهر النيل . ووعدها الله أن يحفظ موسى من الغرق ، وأنه سيرده إليها ، وسيصير نبيا وصاحب رسالة .

قال الله -تعالى- : ”  وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ في اليم ولا تخافي وتحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ” ( القصص 7 ) .

وهنا امثتلت أم موسى لأمر الله ، فأرضعت طفلها ، ثم وضعته في الصندوق وألقته في النهر ، وهي تعلم أنه في رعاية الله الحفيظ الرحيم .

وصل الصندوق أمام قصر فرعون . وفي تلك اللحظة شاء الله أن تعثر عليه آسيا زوجة فرعون ، وهي امرأة طيبة القلب رقيقة الطباع ، بعكس زوجها فرعون الطاغية .

بعد أن عثرت الخادمات على الصندوق وأحضرنه لزوجة فرعون ، شعرت بعطف كبير فور رؤية الطفل الرضيع ، وهي التي لم تنجب أي طفل في حياتها .

ذهبت إلى فرعون وهي تحمل الطفل بكل سعادة وحب ، وحكت له قصة عثورها على الطفل في النهر ، فرد عيها فرعون بأن هذا العام الذي يذبح فيه الأطفال الذكور ، ويجب ذبح هذا الطفل أيضا .

صرخت زوجته وهي تضم الطفل إلى صدرها ، ورجته أن تتخذه طفلا لها ، ويكون لهما مؤنسا ، فوافق في النهاية ، وشاء الله أن يتربى نبي الله موسى عليه السلام في قصر فرعون الظالم .

 

رجوع موسى لأمه

 

بعد ساعات معدودة من عثور زوجة فرعون على الطفل الرضيع ، بدأ يبكي من شدة الجوع فأحضرت له مرضعة وأخذته لترضعه فرفض أن يرضع منها … فعرضت عليه أكثر من مرضعة ورفضهن جميعا ، فاحتارت زوجة فرعون وخافت عليه أن يموت .

وفي تلك اللحظة كان قلب والدة موسى فزعا يشكو فراق فلذة كبدها ، حتى أنها كادت أن تذهب لقصر فرعون لتأخذ ابنها ، لكن الله أنزل السكينة على قلبها وأراحها .

طلبت أم موسى من أخته أن تذهب وتحاول أن تعرف أخبار موسى وأحواله ، فلما ذهبت سمعت بكاء الطفل ، وسألت الخادمات عن سبب هذا البكاء ، فأخبرنها بالقصة ، فاقترحت عليهم مرضعة طيبة قد يكون حظها جيدا مع الطفل ويقبلها .

وطبعا هذه المرضعة التي اقترحتها أخت موسى هي والدتهما .

أمرت زوجة فرعون بإحضار المرضعة ، ولما وصلت أخذت الطفل لترضعه ، فرضع منها ، وكيف لا يفعل وهي أمه الذي ولدته .

تهلل وجه زوجة فرعون لما رضع موسى ، وقالت للمرضعة : خذيه عندك في البيت وأرضعيه حتى تفطميه ثم أعيديه إلينا بعد ذلك ، وستنالين مكافأة كبيرة على عملك .. ففرحت أم موسى أشد الفرح ، وعاد إليها طفلها كما وعدها الله الذي لا يخلف وعده .

وهكذا .. ظل موسى في بيت أمه حتى أتم الفطام ، ورجع بعدها إلى قصر فرعون وتربى فيه ، وتلقى أفضل أنواع التدريس والتربية في قصر أكبر ملوك الأرض آنذاك .

 

خروج موسى من مصر خائفا

 

نشأ نبي الله موسى في قصر فرعون وهو على علم بأنه ليس ابنه الحقيقي ، وكان يتعجب من الظلم الكبير الذي يمارسه فرعون على بني إسرائيل .

فالناس في مصر كانوا قسمين : سلالة النبي يعقوب عليه السلام وهم بنو إسرائيل الذين جاءوا من مصر أيام حكم يوسف عليه السلام . والأقباط الفراعنة وهم أهل مصر الأصليون .

وذات يوم بينما كان موسى يمشي في المدينة ، وجد رجلان يتشاجران ويتعاركان ، أحدهما من بني إسرائيل ، والآخر من أهل مصر . فطلب منه الرجل الإسرائيلي أن ينجده ، فوجه موسى ضربة للرجل المصري كانت كفيلة بقتله .

ندم موسى بشدة على ما فعله ، فهو لم يكن يقصد أن يقتل ذلك الرجل ، وتوجه إلى الله طالبا أن يغفر له .

قال تعالى : ” قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم ” ( القصص 6 ) .

أصبح موسى يمشي في المدينة خائفا .. فقد كان يخشى أن يصل فرعون خبر مقتل ذلك الرجل المصري على يد موسى ، فيأمر فرعون بقتله . وبينما هو يمشي إذ يجد نفس الرجل الإسرائيلي يتشاجر مرة أخرى مع رجل مصري ، ويطلب من موسى أن ينجده .

فغضب موسى من الرجل الإسرائيلي الذي يفتعل الشجار دائما ، وتوجه إليه ، فخاف الرجل أن يقتله ، فقال لموسى : أتريد أن تقتلني كما قتلت الرجل المصري أمس ؟!

سمع الرجل المصري ما قاله الرجل الإسرائيلي لموسى ، فأسرع إلى فرعون وأخبره بأن موسى هو من قتل الرجل أمس ، فغضب فرعون بشدة ، وأمر جنوده بالبحث عن موسى وقتله .

في تلك اللحظة جاء رجل مؤمن من الذين يحبون موسى ، وأخبره بأن جنود فرعون يبحثون عنه لكي يقتلوه ، ونصحه بأنه يهرب ، فخرج موسى عليه السلام من مصر متوجها إلى مدين .

 

ذهاب موسى إلى مدين

 

خرج موسى من مصر خائفا ، فهو لم يكن مستعدا للسفر ، ولم يأخذ معه أي عدة أو طعام . خرج موسى إلى الصحراء لا يعرف وجهة محددة يذهب إليها ، وظل كذلك حتى وصل إلى بلاد مدين ، فوجد بئرا يسقي منها الناس الماء ، فاستلقى منهكا من شدة الجوع والعطش والتعب .

في تلك الأثناء ، رأى موسى امرأتين ترعيان غنما ، وينتظرا أن يسقي الناس بهائمهم حتى يقمن بذلك أيضا ، فهما لا يملكان القوة اللازمة لكي يسقيا بهائمهما .

لم يعجب موسى هذا المنظر ، فتوجه إلى المرأتان ، وساعدهما بكل قوة وعطف على أن يسقين الماء لهما ولبهائمهما ، ثم توجه إلى الشجرة وعاد ليستريح ، وقد أعجبت المرأتان بشهامة هذا الرجل القوي العفيف الذي لم ينتظر حتى كلمة شكر منهما ، فهو قدم المساعدة ابتغاء وجه الله .

عادت المرأتان إلى أبيهما ، فتعجب من عودتهما بهذه السرعة ، فأخبرتاه بما كان من الرجل الذي سقا لهما ، وكان أبوهما رجلا طيبا وصالحا ، فطلب من إحداهما أن تدعو ذلك الرجل ليكافئه على صنيعه .

لما رجعت المرأة لموسى وأخبرته بدعوة والدها ، فرح واستبشر خيرا ، فذهب إلى الشيخ الكبير ، فرحب به وأكرمه وأطعمه ، وسأله عن قصته ، فأخبره موسى بجميع ما حصل له ، فطمأنه الشيخ وأخبره بأنه في بلاد آمنة ولن يصل إليه جنود فرعون .

وعرض عليه أخيرا أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يخدمه برعي غنمه ثماني سنين ، أو يتمها عشر سنين وهذا كرم منه لو فعل ، فقبل موسى ذلك .

قام موسى برعي غنم الرجل الصالح في مدين لمدة عشر سنين ، و عندما أتمها طلب من الرجل أن يأذن له بالرحيل فأذن له .

قصة النبي موسى للاطفال : عند الوادي المقدس

 

اشتاق موسى لأمه وإخوته ، واشتاق لمصر ، فقرر الرحيل إليهم ، فخرج من مدين في ليلة باردة ومظلمة ، ووصل إلى مكان يدعى جانب جبل الطور الأيمن ، وأخذ يبحث عن طريق صحيح يهتدي إليه حتى لمح نارا تتأجج من بعيد ، فطلب من زوجته أن تنتظره حتى يكتشف مصدر النار ، فلعله يجد رجالا يرشدونه إلى الطريق الصحيح ، ويحضر لزوجته شيئا تستدفئ منه .

فلما وصل موسى لواد بين جبلين وهو يستند على عصاه ، رأى منظرا عجيبا ، وجد نارا عظيمة تشتعل في شجرة ، النار تزيد اشتعالا ، والشجرة تزيد خضرة ولم تحترق ، والمكان هادئ لا برد فيه ولا برق .

اقترب موسى من الشجرة ، فإذا بالله – سبحانه وتعالى – يكلمه ويناديه قائلا : إني أنا الله رب العالمين .

خاف موسى وتراجع ، ثم عاد مرة أخرى إلى النار ، فناداه ربه : اخلع نعليك احتراما وتعظيما ، إنك بالوادي المقدس الذي يقال له طوى ، ولقد اخترتك لتبلغ رسالة الإسلام للناس .

فلما هدأت نفس موسى ، كلمه الله مرة أخرى وقال له : وما هذه التي بيمينك يا موسى ؟ سأله الله تعالى وهو العليم بكل شيء ، لكي يلفته إلى عظمته وقوته ، وذلك في معجزة العصا التي ستتحول إلى ثعبان .

فبعد أن أجاب موسى ربه وقال بأنها عصاه التي يتوكأ عليها ويرعى بها الغنم ، أمره الله بأن يلقي عصاه ، فتحولت بقدرة الله إلى حية عظيمة تتحرك على الأرض بسرعة ، ففزع موسى منها ، فأمره الله أن يطمئن ويمسك الثعبان ، فعاد عصا مرة أخرى .

ثم أمره الله بعد ذلك بأن يدخل يده في جيبه ( فتحة قميصه من جهة الرأس ) ، فحرجت يده بيضاء منيرة من غير بهاق أو برص .

معجزتان سيحملهما موسى معه ويتوجه إلى فرعون بأمر من الله ليبلغه برسالته ويدعوه إلى أن يؤمن برب السموات والأرض ، وألا يتخذ الناس عبيدا له ، وألا يظلمهم . واستأذن موسى ربه بأن يرافقه أخوه هارون حتى يكون له عونا أمام فرعون المتجبر .

 

دعوة موسى لفرعون للإيمان بالله

 

توجه موسى وهارون لفرعون في قصره بعد أن طمأنه الله بأنه معهما يسمع ويرى ، ولن يمسهما فرعون بأي سوء . دعا موسى فرعون إلى عبادة خالق هذا الكون ، وأن يتركه يخرج مع بني إسرائيل ليعبدو الله ويقيموا شعائره ، ويهربوا من بطشه .

قال تعالى : ” إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ” ( طه 47 ) .

خاطب موسى فرعون بكل رقة ولين كما أمره الله ، فبين له عظمة الله ، وعظمة جنته التي أعدها لمن آمن به ، وأنه لا يريد أن يسلب له ملكه ، بل أن يتشرف بعبادة ملك الملوك ، القوي العزيز .

استهزأ فرعون بكلام موسى وذكره بجريمة قتله للرجل المصري ، فبين له موسى أنه لم يقصد ، فقال له فرعون : هل لديك علامة أو دليل على صدق كلامه هذا ؟

فرمى موسى عصاه فإذا هي ثعبان كبير يتحرك بسرعة ، ووضع يده في جيبه فأخرجها بيضاء ناصعة . فاتهمه فرعون بأنه ساحر كبير ، وليس رسولا كما يدعي ، وتحداه بمواجهة سحرته في يوم يحدده ، فاختار موسى يوم العيد الذي يجتمع فيه الناس بكثرة .

وجاء اليوم الموعود ، واجتمع الناس من كل حدب وصوب ليشاهدوا ماذا سيقع بين موسى وسحرة فرعون . عرض السحرة على موسى بأن يبدأ باستعراض ما لديه ، فقال لهم موسى : بل اعرضوا ما لديكم أولا ، فألقى السحرة حبالهم وعصيهم فتحولت إلى ثعابين مخيفة ، ففرح فرعون بهذا السحر العظيم .

شعر موسى بالخوف أيضا لأنه سُحر هو الآخر ، فأمره الله بأن لا يخف ، وبأن ذلك مجرد سحر ووهم كاذب ، وأمره أن يلقي عصاه ، فتحولت إلى ثعبان حقيقي مخيف ، والتهم حبال السحرة وعصيهم بسرعة كبيرة ، فتأكد السحرة يقينا أن هذا الثعبان الحقيقي ليس بسحر ، بل هو من قدرة الله .

سجد السحرة لله اعترافا بقدرته ، واعترافا بأن موسى نبي مرسل من الله ، فاستشاط فرعون غضبا ، واتهم السحرة بأنهم أتباع موسى يتعلمون منه السحر ، وهددهم بأن يقطع أيديهم وأرجلهم ، وأن يصلبهم على جذوع النخل ، فلم يخشى السحرة التائبون تهديد فرعون ، وأسلموا أمرهم إلى الله .

 

معجزات موسى وغرق فرعون في البحر

 

لم يؤمن فرعون و قومه برسالة موسى ، فسلط الله عليهم الجفاف والجراد والضفادع ، فطلبوا من موسى أن يرفع عنهم الله العذاب فيؤمنوا ، ولكن فور أن يستجيب الله لدعاء موسى فيرفع عنهم البلاء ، يعودون لغيهم وكفرهم .

فاستمر العقاب بالنزول عليهم ، حيث انتشر القمل في منازلهم ، وامتلأت الأنهار دما ، ومع ذلك استمروا في عنادهم وكفرهم ، فأوحى الله إلى نبيه بالخروج من مصر مع بني إسرائيل ، فامتثل موسى لأمر ربه وخرج مع قومه .

وفور أن علم فرعون برحيل موسى وقومه ، تبعهم مع جيش كبير من جنوده ولم تكن بينهم مسافة كبيرة ، فخشي بنو إسرائيل بأن يقتلهم جنود فرعون وطلبوا النجدة من موسى ، فطمأنهم وأخبرهم بأن الله سينجيهم .

وعند ذلك حدثت معجزة ربانية عظيمة ، إذ أمر الله موسى بأن يضرب بعصاه البحر ، فانقسم إلى نصفين مثل جبلين عظيمين بالغين في الطول .

وأما ذهول الجميع ، أمر موسى قومع بالعبور سريعا في الطريق المفتوح وسط البحر ، فرأى فرعون هذا المنظر فانطلق بفرسه ودخل البحر ، وتبعه جنوده فكانت المفاجأة ، حيث انطبقت أمواج البحر على فرعون وجنوده فأغرقتهم جميعا ، في حين نجا موسى وقومه .

ودعونا نتأمل حال الطاغية فرعون وهو يعيش آخر لحظات حياته ، حيث أعلن عن توبته وإيمانه بالله ، ولكن كان الأوان قد فات ، فقد أمهله الله كثيرا ، وبين له من الآيات والمعجزات ما يجعل الحجر الجامد ينحني تعظيما لقدرة الله . غرق فرعون وبقيت جثته سليمة حتى يكون عبرة وآية لغيره من المتجبرين .

قال تعالى يحكي نهاية فرعون وإيمانه الكاذب : ” حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين (90) الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (91) فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون (92 ) ” ( يونس 90 – 91 – 92 ) .

 

قصة موسى عليه السلام مختصرة للأطفال

 

نعرض لكم فيما يلي تلخيصا مختصرا لقصة موسى عليه السلام .

كانت بلاد مصر تحت حكم طاغية متجبر يطلق عليه لقب فرعون ، وكان أهل تلك البلاد كافرون جاحدون بنعم الله ، وبالمقابل كان هناك بنو إسرائيل المنحدرين من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام ، وكان فرعون يستعبدهم ويأمرهم بالقيام بالأشغال الشاقة المنهكة .

وذات ليلة حلم فرعون بأن نارا كبيرة حرقت قصره ومساكن قومه ، فاستشار مفسري الأحلام ، فأخبروه بأنه سيولد طفل سيكون سببا في زوال ملكه ، فأمر فرعون بذبح كل طفل ذكر يولد . ليعدل قراره لاحقا بالاكتفاء بذبح الأطفال في سنة ، ثم التوقف في السنة التي تليها ، حتى لا يتم القضاء على الذكور بصفة نهائية ، ولا يبقى من يخدمه .

وشاء الله أن يولد نبي الله موسى في سنة الذبح ، فألهم الله أم موسى بأن تضعه في صندوق وتتركه في النهر ، وسيحميه الله بإذنه ، وسيرده إليها سالما لتفرح به .

وصل الطفل الرضيع إلى بيت فرعون ، فتعلقت به زوجة فرعون وقررت أن تتخذه ولدا وأقنعت زوجها بذلك ، واختارت أم موسى مرضعة له بحيث لم يكن يقبل الرضاعة من سواها .

ترعرع موسى في قصر فرعون ، ولما اشتد عوده وكبر ، خرج ذات يوم يتجول في مصر ، وإذ به يصادف رجلان يقتتلان ، أحدها مصري والآخر إسرائيلي ، فاستنجده الأخير فضرب موسى الرجل المصري فقتله .

لم تكد تمر الأيام على هذه الحادثة حتى انتشر خبر ما فعله موسى ، فأمر فرعون جنوده بأن يبحثوا عنه ويقتلوه ، فخرج موسى هاربا من مصر قاصدا غير سبيل ، حتى وصل أخيرا لمدين .

كانت رحلة موسى لمدين هي الانطلاقة الأولى للنبوة ، فبعد أن قام بمساعدة امرأتين على أن يسقين الماء لأغنامهن ، كافأه أبوهما ، وعرض عليه الزواج من إحداهما مقابل خدمته في رعي الغنم لثمان سنين أو عشر .

بعد انقضاء المدة ، خرج موسى قاصدا مصر ، وأثناء ذلك صادف نارا عجيبة منيرة ، فاقترب منها لتحدث المفاجأة العظيمة . لقد كلمه الله مباشرة في البقعة المقدسة من وادي طوى ، وأمره بتبليغ رسالته لفرعون وقومه ، وكانت معجزتيه : تحول العصى لثعبان كبير ، ولما يدخل يده في جيبه تخرج بيضاء ناصعة .

توجه موسى لفرعون بمعية أخيه هارون ، ودعاه للإيمان بالله ، فرفض فرعون وتكبر ، فأراه موسى آيات الله ( الثعبان واليد البيضاء ) ، فاتهمه فرعون بالسحر ، وتحداه يوم العيد بأن يحضر أفضل السحرة وسيتغلبون على سحره .

لما جاء اليوم الموعود ، ألقى السحرة الحبال والعصي فتحولت إلى ثعابين مخيفة ، فأمر الله موسى بأن يرمي عصاه ، فتحولت إلى ثعبان حقيقي أكل جميع ثعابينهم المزيفة ، فآمن السحرة ، وصدق بنو إسرائيل برسالة موسى .

وأخيرا قرر موسى الخروج مع بني إسرائيل هروبا من بطش فرعون ، فلحقهم هذا الأخير لقتلهم ، فأمر الله موسى بأن يضرب البحر بعصاه ، فانقسم إلى نصفين ، فعبر موسى وقومه سالمين ، وانطبق الموج على فرعون وجنوده فأغرقهم أجمعين .

عن Amjad Bora