الإثنين 18 مارس 2024

قصة قصيرة عن الطفولة : ذكريات لا تنسى من زمن جميل !

تم التحديث في: 2023-02-02

تعتبر الطفولة ذلك الجانب المضيء من حياتنا والذي يغمر قلبك بالحنين والشوق كلما رجعت بذاكرتك لتلك المرحلة من الحياة ، بحلوها ومرها ، بشغبها وبراءتها ، يبقى ذلك الخيط الرقيق الجميل من أحداث الطفولة يمر أمام عينيك كشريط سينيمائي يحمل عبقا من الذكرى والشوق .

هذا ما سنعيشه مع هذه القصة التي تعرض لنا شريطا من حياة الأطفال اليومية بأسلوب تصويري برع فيه الأستاذ الأديب عبد القادر المازني .

من ذكريات الطفولة

لعب وحروب بين الحارات

كانت الحارات الواسعة ملعبنا نحن الصغار . وكنا نعرف ونزاول من الألعاب أربعة ضروب : فأما الصغار جدا فيلعبون البليّ ؛ وأما الأوساط فيلعبون النط ؛ وأما الكبار فيلعبون الكرة أو يتسابقون . وكانت الكرة هي كرة الجوارب ؛ أما الكرة المنفوخة ، فما كانت له قدرة على شرائها .

والمهرة من الصغار ، كانوا يتبارون في الرماية ، وسلاحهم ( الرايقة ) : فيقف الفريقان أحدهما في أول الحارة ، والآخر في آخرها ؛  وبينهما أكثر من ثلاثين مترا ؛ لأن الإصابة بهذه ( الرايقة ) ، كالإصابة بحد السيف ، تقطع وتدمي .

وكان لكل حي شجعانه ، وكل جماعة من الشجعان تهاجم كل جماعة أخرى ، أو تثأر لنفسها . وكنا – نحن الصغار – نستطيع أن نعرف – سلفا – أنباء الغارات المفاجئة ، فنحذر شجعان حينا ، ثم نخرج لنتفرج ، أو نتفرج من النوافذ على العصي وهي تهوي على الرؤوس . ونشارك في المعركة ( الرايقة ) من النوافذ . والجريء منا ينزل إلى الشارع ويشارك في القتال ، على ألا يصيب إلا خصوم حيه .

جد والتزام وعمل

على أن حياة الصغار لم تكن كلها لهوا ؛ فقد كنا نقضي جل أوقات فراغنا في المطالعة والتحصيل ؛ كما كنا نصلي الفجر في مسجد الحسين ، ونقيم الصلاة في مواقيتها في البيت . وفي الصيف – في العطلة المدرسية – يرسلنا أهلنا إلى الكتّاب لنحفظ القرآن الكريم .

وكانت على بعضنا واجبات عجيبة : فكنت أنا – مثلا – مكلفا أن أعلف لجدي حماره . وكان جدي ضعيف النظر ؛  فكنا نجيء له بالحمار مسرجا ملجما ، فيركبه ويتوكل على الله ، ويخرج من جيب قفطانه الملزمة ، ويدنيها من وجهه ويقرأ ، حتى يبلغ به الحمار الأزهر فيقف . ويعرف جدي أنه وصل ، فيترجل ، ويترك الحمار لمن يعنى به ؛ فيدخل الأزهر ، ويلقي درسه ، ثم يعود كما جاء .

فحدث ذات يوم أني أهملت علف الحمار فجاع ؛ فلما ركبه جدي ، لم يذهب به إلى الأزهر . بل عاد به راجعا إلى الإسطبل ؛ فلما ترجل جدي ؛ لم يجد ما ألف ؛ ولم يدر أين هو ، فما دخل الإسطبل قط !

شرح الكلمات 

البلي : لعبة تلعب بكرات صغيرة من زجاج على الأرض .

النط : لعبة تلعب بالقفز من فوق أحد اللاعبين وهو منحن .

كرة الجوارب : جورب بال محشو ورقا ، ويكون كروي الشكل .

الرايقة : حجر دقيق جدا ومستدير .

الملزمة : جزء من الكتاب : تكون ثماني صفحات ، أو عشر صفحات ، أو اثنين وثلاثين صفحة .

الإسطبل : مأوى الخيل .

قد يعجبك أيضا :

أمناء يرقصون : قصة عن الصدق والأمانة

مذكرات مدرسية ( الفصل الخامس ) : خروج صاروخي لألحق حلقة النمر المقنع !

مصادر :

– سلسلة اقرأ الجزء الخامس ( أحمد بوكماخ ) .

عن Amjad Bora