الثلاثاء 19 مارس 2024

قصص عن التنافس في الخير : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

تم التحديث في: 2023-02-02

أحبتنا الأفاضل . موعدكم هذه المرة مع قصص عن التنافس في الخير والمسارعة إليه ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بادروا بالأعمال الصالحة ، فستكون فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا ” ( رواه مسلم ) .

 

المسارعة في دخول الجنة

عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوما أن نتصدق ، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما ، فجئت بنصف مالي فقال رسول الله :

” ما أبقيت لأهلك ؟ فقلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” ما أبقيت لأهلك ؟ ” قال : أبقيت لهم الله ورسوله . قلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا .

هل تتسابق مع إخوانك في طاعة الله عز وجل ؟

 

مساعدة الفقراء

 

كانت جماعات كثيرة من أهل المدينة تعيش وهي لا تدري من أين يأتيها رزقها ليلا ، فلما مات علي بن الحسين ، فقد هؤلاء ما كان يأتيهم من رزق ليلا ، فعرفوا مصدره .

ولما وضع زين العابدين على المغتسل نظر غاسلوه ، فوجدوا في ظهره آثار السواد ، فقالوا : ما هذا ؟ فقيل لهم : إنه من آثار حمل أكياس الدقيق إلى مائة بيت في المدينة ففقدت عائلها بفقده .

اجتهد في تقديم مساعدة للفقراء والمساكين ولا تخبر أحدا بهذا، واحتسب أجرك عند الله.

 

جيل المسارعين إلى الخيرات

قال الحسن : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره .

وقال وهيب بن الورد : إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل .

وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز قالت : ما رأيت أحدا أكثر صلاة ولا صياما منه ، وكان يصلي العشاء ، ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه ، ثم ينتبه ، فلا يزال يبكي حتى تغلبه عيناه ، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة ، فينتفض كما ينتفض العصفور من الماء ويجلس يبكي .

 

التجارة مع الله

 

في عهد الخليفة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – أصاب الناس جفاف وجوع شديدان ، فلما ضاق بهم الأمر ذهبوا إلى الخليفة أبي بكر – رضي الله عنه – وقالوا :

يا خليفة رسول الله ، إن السماء لم تمطر ، والأرض لم تنبت ، وقد أدرك الناس الهلاك ، فماذا نفعل؟.

فقال أبو بكر – رضي الله عنه – انصرفوا ، واصبروا ، فإني أرجوا ألا يأتي المساء حتى يفرج الله عنكم .

وفي آخر النهار جاء الخبر بأن قافلة جمال لعثمان بن عفان – رضي الله عنه – قد أتت من الشام إلى المدينة . فلما وصلت خرج الناس يستقبلونها ، فإذا هي ألف جمل محملة سمنا وزيتا ودقيقا ، وتوقفت عند باب عثمان – رضي الله عنه – .

فلما أنزلت أحمالها في داره جاء التجار . فقال لهم عثمان – رضي الله عنه – : ماذا تريدون ؟. 

أجاب التجار : إنك تعلم ما نريد ، بعنا من هذا الذي وصل إليك فإنك تعرف حاجة الناس إليه .

قال عثمان : كم أربح على الثمن الذي اشتريت به ؟.

قالوا : الدرهم درهمين .

قال : أعطاني غيركم زيادة على هذا .

قالوا : أربعة !

قال عثمان – رضي الله عنه – : أعطاني غيركم أكثر .

قال التجار : نربحك خمسة .

قال عثمان : أعطاني غيركم أكثر .

فقالوا : ليس في المدينة تجار غيرنا ، ولم يسبقنا أحد إليك ، فمن الذي أعطاك أكثر مما أعطينا ؟!.

قال عثمان – رضي الله عنه – : إن الله قد أعطاني بكل درهم عشرة ، الحسنة بعشرة أمثالها ، فهل عندكم زيادة ؟.

قالوا : لا .

قال عثمان : فإني أشهد الله إني جعلت ما جاءت به هذه الجمال صدقة للمساكين وفقراء المسلمين .

ثم أخذ عثمان بن عفان يوزع بضاعته ، فما بقي من فقراء المدينة واحد إلا أخذ ما يكفيه ويكفي أهله .

 

ذهب أهل الدثور بالأجور

 

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : ذهب أهل الدثور ( المال الكثير ) بالدرجات العلى ، والنعيم المقيم ، فقال : “وما ذاك ” .

قالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق .

فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ” أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكون أحد أفضل منكم ، إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ ” قالوا : بلى يا رسول الله ، قال :

” تسبحون ، وتكبرون ، وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة ” ، فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ، ففعلوا مثله ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ” ( رواه البخاري ) .

مصادر :

– موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق ( ياسر عبد الرحمان ) .

[wp_ad_camp_1]

عن Amjad Bora