الأربعاء 24 أبريل 2024

قصص حب حقيقية ورومانسية من أجمل ما يكون

تم التحديث في: 2023-02-02

قصص حب حقيقية ومؤثرة ستعيشون مع أبطالها مغامراتهم وتضحياتهم لأجل الحب ، وما يقاسيه الحبيب من عذاب طويل ولحظات حزينة ، لأجل محبوبته وأميرة قلبه .

 

قصص حب واقعية

 

من القصص التي يكون فيها الحب ظالما وعبثيا ، شاب تعلق بفتاة ورأى فيها وردة قلبه وأحلامه ، ليضرب كل شيء عرض الحائط ، ويقلب قلبه لجهة أخرى وكأن شيئا لم يكن ! هذا ما حدث لصفية وعبد العزيز بطلا هذه القصة ، فدعونا نتابع أطوارها .

قلبي يحبك ولكن ( 1 )

أنهت صفية امتحانات الجامعة في أوائل شهر يوليو ، ومع اشتداد الحر قررت عائلتها الذهاب للمصيف ، هذه السنة ذهبوا لشرم الشيخ ، كنوع من التغيير بدل العين السخنة .

من نافذة السيارة أخذت صفية تفكر في عبد العزيز جارهم الوسيم ، الذي مال قلبه لها ، وأمال قلبها إليه ، منذ الصيف الماضي عندما تقابلت في بهو العمارة الفخمة التي تقع في المعادي ، كان يميل بعينه كما تميل الورقة تحت تأثير العاصفة ، ابتسم لها فخجلت ثم ذهبت في طريقها .

توالت الأيام هكذا بين نظرات منه وخجل منها ، وفي يوم من هذه الأيام اقترب منها هامسا : أحبك .. يا مجهولة الاسم ، أخبريني اسمك وداوي قلبي الملهوف للقائك يا حبي .

صفية بابتسامة منقبضة وحمرة الخجل تزين وجهها الرفيع : اسمي صفية .

عبد العزيز : أما أنا فعبد العزيز جاركم يا صفية قلبي المختارة .

جاء الليل واشتاق عبد العزيز لرؤية صفية فأخذه الحنين لطرقات شارعهم ، نزل لاستنشاق الهواء في ليل رطب ، وهبوب رياح خفيفة ، حدّث نفسه : أحبها ولا أراها كثيرا ، يا ترى هل تحبني وتشعر بنبضاتي التي تحن إليها ؟

مثلت صورتها أمام عينيه وهو يتهادى في طريقه ، صفية ذات الشعر الأسود وخصلات بنية اللون تمتزج معه ، ووجهها الرفيع الأسمر ، كأنها ملكة فرعونية متوجة ، تقبع جالسة على عرش ملكها في أوج سلطانه .

هطلت الأمطار الخفيفة عليه وأخذ يهرول ناحية الرصيف ليحتمي به قائلا : عندما تذكرتك صفية هطلت أمطار قلبي شوقا لك حبيبتي .

قلبي يحبك ولكن ( 2 )

ركض عبد العزيز على الرصيف بتمايل يليق بمرونة جسده الرشيق وهو يغني : وحبيبتي هناك تنافس القمر ، حتى وهي تغطي وجهها بستار ، لا تخجلي حبيبتي يا من تشبهين القمر ، فحبيبك هنا تحت المطر .

من الشرفة تطلعت صفية للأمطار ، عندها كانت تكتب خواطرها التي أنهتها بكلمة : وهل يغادر قلبي هذا الفارس ؟ ليكون لقلب أخرى أسير ؟

شهر في هيام وغرام و عشق بالأعين والنظرات والهمسات ، من بعيد لبعيد ، حتى ابتعد عنها عبد العزيز ولم يعد حتى يقول لها : صباحك جوري حبيبتي .

في شرفة منزلها كانت تنتظره بالساعات وفي يدها باقة الياسمين ، تستنشقها وتحن له ، فتأمل أن تراه ويتغزل قلبها في ملامحه ، لكن الوقت يمر دون توقف وهذا الحبيب لا يظهر إلا من وراء حجاب ، كأنه يتحدى حبها بقول واحد : لن تريني بعد الآن ، فقد حان وقت الوداع !

أرسلت صفية سلامات براحة اليد ودمعاتها على الخد ، ولما رأته يحكم إغلاق النافذة ، تبعثر قلبها على شريط الأيام .

تخلص عبد العزيز من توتره بعد أن أغلق النافذة ، وأظهر نبرة سعادة بسيطة وحدث نفسه : لم يعد لصفية مكان في القلب ، وعليّ أن لا أورطها بالحب أكثر من هذا .

لمح قبلتها له في الهواء فتكدر وجهه نادما على هذا الحب الذي تسرع فيه ووضع يده قرب قلبه : نادين هي حبيبتي ، وأنت صفية مجرد ذكرى عابرة في دفتر أيامي .

حاولت أن تلتقيه في البهو كالعادة لكنه كان يتهرب منها ، ويتجه بوجهه للناحية الأخرى كما لو كان لا يعرفها ، ولم يحبها قلبه في يوم من الأيام وآخر مرة قال لها : صفية .. لم يعد قلبي يحبك صدقيني ، لن أخادعك وأقول أن هواك في قلبي ، بل كنت وما مضى قد مضى .

 

قلبي يحبك ولكن ( 3 )

نهرته صفية : حتى في الحب يا عبد العزيز ؟!

يقول عبد العزيز وهو مبتعد : في كل شيء عزيزتي ، فالحياة تمضي والمشاعر تتبدل .

وفي صبيحة يوم العيد رأته يسير خلف نادين ويضحك هاتفا : أحبك نادين .. أحبك بحجم بعد السماء عن الأرض .

هذه الذكريات أضحكتها وأبكتها لدرجة أن دموعها سالت ، وفاضت على حجاب رأسها الذي ارتدته منذ أيام قليلة مضت ، مسحت صفية دموعها بمنديل ورقي معطر ، ثم تنهدت وفي سرها قالت : أواه يا حبيبي يا من فارقته رغم حبي ، قلبي يحبك ولكن قلبك يحب أخرى ، فكيف أكون لك وأنت لأخرى .

بصوت شجي غنت :

أدمع باكية على حب مضى

قسوة خداع لقلبي الذي اكتوى

يخادعني وأنا الحبيبة

ويلاطف غيري و تكون له قريبة

يا قلب لا تميل لهواه

ودعه بين جنبات النسيان

ليكون ذكرى تنسيك الاشتياق

بعد ما فارقتني بأليم الفراق

 

قلبي يحبك ولكن ( 4 )

في المعادي تعالت ضحكات عبد العزيز مع زوجته نادين ، التي توقفت عن الضحك فجأة ، وسألته : ما أغرب هذا الحب يا زوجي الحبيب ، إنه قربني منك وأنت كنت أبعد الناس عني ، فأصبحت الآن أقربهم لقلبي وروحي .

هنا تأزم قلب عبد العزيز عندما تذكر حبه لصفية أو الذي كان يعتقده كذلك ، وتنهد بكل قوة : هكذا هي الحياة نادين ، نرى الحب ونعيشه كل يوم ، وفجأة نكتشف أنه ليس الحب الحقيقي ، بل علينا أن نبحث عن حبنا بعقولنا وقلوبنا حتى نجده أو يجدنا !

رسمت آمال أخت صفية صورة قلب على رمال الشاطئ بخفة ومهارة ، ثم وضعت حرفها وحرف زوجها في منتصف القلب تماما ، ونظرت لبعيد فوجدت صفية في المنزل بشعرها شاردة وواجمة ، مما أربك آمال التي تمردت على صمتها قائلة : مسكينة صفية أنت وقلبك الذي تحطم بسبب مختل يدعى الحب .

ارتدت صفية الحجاب وركضت نحو البحر متخطية آمال وغير عابئة بها ، وكل ما يدور في خلدها الآن : لو سبحت في البحر هل تموت ذكرى حبيبي ؟

هناك على شاطئ البحر وقفت صفية تناجي البحر بلوعة المنهزم ، الذي يخوض معركته رغم الجرح النافذ : أميل إلى موجاتك في الليل وإلى هدوء دقاتك يا بحر ، هل رأيت حبيبي الذي خان حبي وباع قلبي بثمن بخس ، لو رأيته أخبره أن قلبي مات من بعده ، ولُعن حبه ودفن سره في غياهب من حديد ونار ، وذكرياته أصبحت حطاما على مرسى قلبي .

 

قصص حب حقيقية مؤثرة

 

كثيرون هم من يتذكرون قصصهم الرومانسية .. روايات حبهم التي قلبت حياتهم وجعلت قلوبهم تخفق دون سابق إنذار ، لكن في المقابل هناك قصص تبدأ بنظرة وابتسامة ومكالمة ثم انقطاع أبدي مفاجئ دون سبب ! هذا ما حدث مع بطلة قصتنا التي تدور فصول تجربتها الغريبة ما بين المنزل ، محطة القطار ، العمل .

 

حبل أفكاري ( 1 )

استيقظت هذا اليوم كالعادة قبل موعد رنين هاتفي بخمس دقائق ، أغلقت المنبه وحاولت أن أغلق عيني مرة أخرى ، استسلمت لضرورة النهوض من دفئ سريري ، اتجهت إلى خزانة ملابسي ، اخترت ما سوف أرتديه ، بدأت أستعد ليوم قد يكون حافلا .

اتجهت إلى المحطة التي أركب منها كل يوم ، انتظرت القطار الأزرق ، أنا أعشق اللون الأزرق فهو يذكرني بلون البحر والسماء ، كم أشتاق لرائحة البحر وملمس الرمال على قدمي .

” كم الساعة ؟ “

قطع هذا السؤال حبل أفكاري ، هذا الشخص ، أراه كل يوم على نفس المحطة ، غالبا ما أجده ينظر إلي دون أن يوجه إلي أي كلمة ، اليوم فقط تجرأ أن يتحدث إلي ، نظرت إليه باستغراب فقد أذهلني السؤال وأربكني ، أعاد علي السؤال مرة أخرى :

” كم الساعة ؟ “

أجبته وأنا أحمل على وجهي كل معاني الاستهجان ، فأنا أكره عندما يقطع أحد ما حبل أفكاري ، أتى القطار وصعدت مسرعة ، ومر يومي بشكل طبيعي .

 

حبل أفكاري ( 2 )

في اليوم التالي ، تكرر نفس الموقف ، فقد كنت واقفة كالعادة أفكر في جدول أعمالي و إذا به – نفس الشخص – يتوجه إلي بابتسامة غريبة .

” صباح الخير ، كيف حالك ، هل أستطيع أن أعرف كم الساعة ؟ “

نظرت له ، تنهدت ، ثم جاوبته ، انطلق كل منا في طريقه ، تكرر الموقف في اليوم اللاحق ، لكني هذه المرة نظرت إليه بكل حدة وسألته :

” ألا تملك هاتفا ؟ ألا تملك مالا كافيا لتشتري ساعة ؟ لا أعلم كم هي الساعة وأرجوك ألا تزعجني مرة أخرى ، فأنا أكره أن يقطع حبل أفكاري أي أحد .

نظر إلي ثم نظر إلى الأرض ، احمر وجهه وحاول أن يرفع رأسه بهدوء ، نظر إلي بعمق ثم قال :

” آسف ، منذ أول مرة رأيتك وأنا أود أن أتحدث إليك ، إن هذا ليس من سماتي ولا أخلاقي ولكنك أثرت بداخلي شيئا ما ، كم وددت لو تلتفتي إلي مرة لكنك دائما ما تسبحين في بحر من الأفكار ، غالبا ما أجدك منغلقة على نفسك ، ونادرا ما أراك تفعلين أي شيء آخر .

شعرت بحرارة في وجهي وقطرات العرق في كفوف يدي ، شعرت بخجل شديد ، أتى القطار فتوجهت مسرعة إليه دون أن أنطق بأي كلمة ، اتجهت إلى العمل لكني لم أستطع أن أحول تركيزي إلى أي شيء آخر ، فطوال اليوم أتذكر هذا الشخص ، أحاول أن أسترجع ملامح وجهه ، أكرر كلماته ، ابتسامة غريبة تعلو وجهي ، ثم عودة إلى الواقع مرة أخرى .

عدت إلى المنزل وحاولت أن أكمل يومي بشكل طبيعي ، حاولت أن أتناسى ما حدث صباحا ، نمت الليلة وما حدث معي في الصباح يؤرق عيناي . عندما استيقظت صباحا لم أفكر كثيرا في الموضوع لكني تذكرت ما حدث بالأمس عندما وصلت إلى محطة القطار .

 

حبل أفكاري ( 3 )

نظرت في كل اتجاه ولم أجده ، أتى القطار مسرعا وتوجهت إلى عملي ، مر يومي بشكل ممل وبطيء ، غادرت العمل ، وبعد أن نزلت من القطار وجدته يقف هناك في زاوية يبدو عليه الانشغال بشيء ما ، حاولت أن أدير وجهي ولا أنظر إليه ، مررت من أمامه ، لحق بي ثم وجدته أمامي ينظر إلي قائلا :

” أرجوك لا تنزعجي ، أنا لا أقصد أن أضايقك ، فقط أتمنى أن تقبليني كصديق ، لا بل أكثر من صديق “

لم أعرف كيف أجيبه ، حاولت أن أعبر لكنه اعترض طريقي وتحدث مرة أخرى :

” أرجوك أريد فقط أن أعرف رقم هاتفك “

لم أعلم حتى هذه اللحظة كيف وافقت وأعطيته الرقم ، توجهت إلى بيتي مسرعة ، أشعر بألم غريب في معدتي وابتسامة تحاول أن تحتل وجهي ، دخلت غرفتي ، أغلقت هاتفي وحاولت أن أنام .

توجهت في اليوم التالي إلى نفس محطة القطار ، لم أجده هناك ، صعدت إلى القطار نظرت من النافذة ، فإذا به ينظر إلي قائلا بصوت غير مسموع :

” انتظري مكالمتي “

وصلت إلى مقر عملي ، بدأت أعد لبداية يوم من العمل ، لقد تراكمت علي العديد من الأشياء في الأيام الماضية ، لم أكد أضع حقيبتي حتى سمعت رنين الهاتف ، أخرجته ، فإذا به رقم غريب لم يخطر ببالي أنه هو ، أنا حتى لا أعرف له اسما بعد .

 

حبل أفكاري ( 4 )

فتحت الهاتف ، لم أكد أنطق كلمة ” من معي ؟ ” حتى رد علي صوت غريب :

” هاتفك كان مغلقا بالأمس ، لماذا ؟ “

لم أعرف كيف أجيب ، لم أفهم ما قاله للوهلة الأولى ، أكمل حديثه ، تحدثنا طوال هذا اليوم والأيام التي أتت من بعده ، كان ينتظرني يوميا كل صباح ، ننتظر سويا القطار ، يمضي كل منا في طريقه ، نتحادث طوال اليوم ، ينتظرني في وقت العودة إلى المنزل ، نتحادث في كل الأشياء .

في بداية الأمر أعجبتني طريقته ، وأعجبتني حالتي ، بدأت ملامحه تعلق في ذهني ، بدأت أنتظر مكالماته ، بدأت أنجذب إليه ، قاومت هذا الشعور بداخلي ، حاولت جاهدة أن أقاومه ، أخيرا قررت أن أستسلم لمشاعري ، قررت أن أترك قلبي يحيا كما يحب .

في نفس الوقت الذي بدأت أعتاد على وجوده في حياتي ، بدأ هو في الابتعاد ، لم أفهم لماذا ؟ في بداية الأمر ، حاولت أكثر من مرة أن أشجعه أن يقترب مني أكثر ، لكن المسافات بيننا ابتعدت ، لم يعد هاتفي يدق كما مضى ، لم تعد محطة القطار مكان اللقاء كما تعودنا ، لم يعد رفيق عودتي إلى المنزل بعد الآن .

لقد اختفى من حياتي ، لم أعد أراه ، أين هو ؟ لماذا الآن ؟ ماذا حدث ؟ حاولت أن أجيب على كل هذه الأسئلة بنفسي ، لكني لم أجد أي نتيجة . عدت إلى سابق أيامي ، عدت أستيقظ قبل ميعادي كما كنت ، عدت أنهك نفسي بالعمل كي لا أفكر بشيء آخر ، والأهم عدت لدوامة أفكاري بجوار محطة القطار .

 

قصص حب حقيقية حزينة

 

قصة تحمل في سطورها عواطف حقيقية من الحب المتدفق ، لكن تختلط مشاعر التضحية والأنا وعزة النفس دون أن تتمسك بأي خيط من الأمل ، فتسقط في النهاية أمام أبواب الندم . دعونا نتابع قصة ماضي وحبيبته .

 

ماضي ( 1 )

كان يعلم مدى صعوبة ما يمر به قبل أن يقرر الدخول فيه ، لكن بالنسبة له لم يكن هناك مفر ، فهذا هو مصيره المحتوم .

بعد أن عاد من الخارج إلى بيته مع صديقه أيمن ، جلس على السرير وأخذ وضع النوم بعد أن غطى قدمه بالغطاء ، أمسك بهاتفه ثم نادى على أيمن بأن يأتي له بكوب من الماء ، أخذ يقلب في رسائل الواتس على هاتفه محدثا نفسه :

– معقول هي لحد دلوقتي بتحبني ، أعمل إيه ثاني ، ليه مش قادرة تفهم اننا مينفعش نكمل سوا ، انا مش عاوز اجرحها ، بس لازم عشان تاخد قرار زي ده انها تسيبني اني اجرحها ، و الله عشانها مش علشاني .

رن الهاتف قاطعا حديثه ، وكانت هي المتصلة ، وتابع حديثه مع نفسه :

– اهون عليا بشوفها تكرهني ولا اني اشوف حبها ليا بيتحول لعطف .

يغير من ملامح وجهه ويقوم من نومه ساندا ظهره إلى الخلف ، ويرد عليها :

– آلو .

– ايوة يا حبيبي ، انت كويس ؟

– آها كويس .

– انت فين من امبارح طيب ، معقول كل ده مسمعتش او مشفتش رناتي ؟

– لا ما أخذتش بالي !

– إزاي يعني ؟

– هو ايه اللي إزاي يعني ؟

 

ماضي ( 2 )

– ايوة كنت بتعمل ايه شاغلك كدة ؟

– كنت برة .

– مع مين ؟

– هو ايه اللي مع مين ؟ هو تحقيق ولا ايه ؟

– ولا تحقيق ولا حاجة ، هو انا غلطانة عشان عاوزة اطمن عليك .

– لا أصل حاجة تخنق .

– أنا بقيت خنقة يا ماضي .

– ايوة بصراحة ، كل دقيقة رسالة ، وكنت فين ومع مين ؟

– على فكرة انت اللي كنت مبسوط قبل كدة اني بعمل كدة ، انت بقيت متغير معايا ليه ، مابقتش قادرة افهمك .

– آها الأسطوانة اشتغلت بقى ، وايه كمان .

– انت عارف آخر مرة شفنا بعض فيها كانت امته ، او حتى اتكلمنا مع بعض زي الناس .

– عادي يعني .

– ماضي ، احنا نعرف بعض بقالنا كام سنة ؟

– هيفرق في حاجة معاكي يعني ، مبقتش اعد .

– بقالنا 3 سنين ، والمفروض إنك كنت قايلي ان خلاص الدنيا بدأت تتحسن معاك وربنا رزقك بقرشين كويسين وكان المفروض تيجي تقابل أخويا من أربع شهور .

– لا مش هينفع الموضوع ده دلوقتي ، الفلوس اللي كانت معايا ايمن اخدها عشان امه حتعمل عملية .

– يعني ايمن وأمه اهم مني .

– مفيش مقارنة أصلا .

– انا خلاص مبقتش عارفة اعمل ايه مع اهلي وانت مسبتليش فرصة حتى اني اقف معاك ، وانت دلوقتي بتقول كلام مش قادرة افهمه .

– عادي اللي انتي شايفاه اعمليه .

– ده اللي ربنا قدرك عليه ، انا مستهلش كل ده منك على فكرة .

– هنرجع للأسطوانة دي ثاني ، اه يا ستي ده اللي ربنا قدرني عليه ، وبلاش تظلمي نفسك مع واحد زيي ، وربنا يرزقك باللي احسن مني ، سلام .

 

ماضي ( 3 )

يغلق الهاتف والدموع تملأ عينيه ، يلقي الهاتف بجانبه ، ويفاجأ بأيمن يفتح الباب بهدوء ، يشعر ماضي بالقيء فيلقي نفسه ناحية طرف السرير ، ويخرج ما بجوفه في جردل ، يساعده أيمن على الاعتدال والجلوس في مكانه ، وينظر إليه بنظرة عتاب ، لكن ماضي يرد عليه قبل أن يتحدث :

– ده اللي كان لازم يحصل من زمان يا ايمن .

– لا مكنش لازم يحصل على فكرة ، البنت بتحبك وانت عارف ده كويس ، يا اخي على الاقل كنت تكلمها بأسلوب أحسن من كدة .

– لو أسلوب أحسن من كدة مش هتبعد ، مش حتكرهني .

– انت غلطان يا صاحبي ، انت الحمد لله بتتحسن ، كان ممكن تقولها الحقيقة ، وهي جدعة مكنتش هتسيبك .

– عشان جدعة ومش هتسيبني مش لازم اقولها اللي فيا ، اهون علي تكرهني لكن مشفش حبها ليا بيتحول لعطف وشفقة .

– انت ليه شايف كدة بس ؟

– اقولك ليه ، عشان دي .

يكشف الغطاء عن قدمه ، يحملها بيده ويضعها على الأرض ، يحاول الوقوف لكنه يسقط على الأرض ، يسرع إليه أيمن فيسنده واضعا قدمه خلف ظهره ، وينظر إليه ماضي متحدثا :

– العلاج مش بيجيب نتيجة يا ايمن ، السرطان بياكل في عضمي ، وفي أي وقت ممكن أموت ، ليه أخليها تعيش معايا في الوضع ده ، ملهاش ذنب .

– وملهاش ذنب برده انها حبتك يا ماضي .

– بس حيبقى علي انا ذنب اني أخليها تعيش حياتها وتضيع شبابها مع واحد عاجز .

– لو هي مكانك كنت هتسيبها ؟

– لا ! أنا راجل اقدر اصرف عليها واستحمل ، واشيلها في المحنة دي ، هي هتجيب فلوس منين عشان تصرف عليا وفنفس الوقت ترعاني ، ده ظلم ليها ، وانا ممكن ارضى باي حاجة ولا اني اشوفها تعبانة .

 

ماضي ( 4 )

يمسك ماضي يد أيمن ويحاول الجلوس على السرير مرة أخرى ويكمل كلامه :

– صدقني يا ايمن كدة احسن ليها ، وهي مع الوقت هتنساني وربنا هيبعتلها اللي يعوضها ويسعدها ويعيشها عيشة كويسة .

ينام ، ويضع أيمن الغطاء مرة أخرى على قدمه .

بعد مرور عام :

يركب ماضي السيارة مع صديقه ايمن ، امامه يوجد جواب مفتوح ، يمسك ماضي الورقة التي كانت بداخله ، يقرأها والجمود على وجهه ، مكتوب فيها :

” انا دلوقتي في لبنان ، مع جوزي ، ايوه جوزي يا ماضي ، ممكن مكنش بحبه دلوقتي ، لكن على الأقل هو بيحبني  ومستعد يعمل اي حاجة عشاني ، بحاول اني أنساك ، لكن مش هخبي عليك مش قادرة ، جلساتي مع الدكتور النفسي اللي انت كنت السبب اني اعملها ، كانت من نتايجها ان الهروب مش هيفيد في حاجة .

وعشان اتعالج منك لازم اواجهك ، وانا عاوزة اتعالج منك ، ومش عاوزة اخون جوزي بمجرد التفكير فيك ، عشان كده بعتلك الجواب ده ، اتمنالك حياة سعيدة بجد زي اللي انت ادتهاني دلوقتي يا ماضي ” .

أمسك ماضي بالورقة ، كومها في يده ، وأشار إلى أيمن أن يقف بالسيارة .

نزل ماضي من السيارة ، يقف على قدميه ، وبيده اليمنى عكاز يستند عليه ، وبيده الأخرى الجواب ، أشار إلى صديقه بأن ينتظر في السيارة يريد أن يكون منفردا مع نفسه ، مشى قليلا وهو يتحدث مع نفسه :

” كنت مستني ايه ، تستناك ، تستحملك ، انت غبي ، لا ، انا مش غبي ، اي حد في مكاني كان يعمل كدة ، بس ممكن واحد من اللي في مكاني دول يبقى باصص ان في امل ، انا اهو مموتش وواقف على رجلي ( يرمي بالعكاز في الهواء ) اخذت ايه يعني ، اخذت ايه ” .

يرفع وجهه للسماء ، ويطلق صرخات عالية يصاحبها بكاء شديد ، ويسقط على الأرض وهو ينظر إلى الجواب في يده .

 

قصص حب حقيقية قصيرة

 

قصة حب فيسبوكي !

لم يعد قيس مجنونا بحبيبته ليلى ، وانقطع جميل عن التغزل بحبيبته بثينة ، فنحن في زمن جيل وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تصدر ” سندويتش الحب ” بين أروقة فيسبوك وواتساب ومن سار في خطهم .

كانت لميس مفتونة جداً بقصص الحب الصادق ، وحكايات الغرام التي تشاهدها في الأفلام والمسلسلات التركية والكورية ، و ربما كانت تتخيل فارسها المستقبلي كما الأساطير الرومانسية التي يضحي فيها الحبيب بالغالي والنفيس من أجل الظفر بقلب محبوبته ، ويتحول بيت الزوجية إلى حدائق غناء تفوح أزهارها بعبق الحب والدلال .

مر أكثر من شهر على تعرف لميس على صديقها عمر – والذي اقتنصها – في إحدى أزقة صفحات الفيسبوك الضالة ! كان عمر مثاليا لأقصى الحدود – بحسب ظنها – فهو شاب من اجمل الشباب ، وكلامه يقطر رقة وشهدا . كما أنه يتفنن في إلقاء اشعار الحب والغرام على مسامعها ، وقراءة قصص الحب الرومانسية من خلال تسجيلات واتساب الصوتية .

وطلب اللقاء تلو اللقاء ، وتلا اللقاء نظرة وابتسامة وعناق ، وتلى العناق ذلك الشيء الذي يقسمون بشرفهم على أنهم سيبقون معهم إلى النهاية ، وهو الزواج …

ضاع الشرف ، وانتفخ بطن لميس ، واختفى عمر بعد أن حذف حسابه على فيسبوك ، وغير رقم هاتفه …

 

حب صادق ( 1 )

كان خالد بقالا بسيطا ، لكنه يحمل قلبا طيبا وكبيرا ، وفوق ذلك مستواه العلمي راق جدا ، لكن لظروف خاصة طرأت به ، اضطر أن يتخذ من التجارة مهنة لكسب لقمة العيش .

كان خالد عاشقا ورومانسيا لأقصى الحدود ، وكان دائما يحلم بأن يتزوج فتاة يعيش معها قصة حبّ حقيقي كما في القصص والروايات ، ولذلك لم يكن يتقرب من أي فتاة تطأ قدماها بقالته ، وفوق ذلك كانت أخلاقه ومبادئه وتربيته تمنعه من أي تصرف طائش مثلما يفعل الكثير من الشباب ممن هم في سنه .

ظل خالد على هذه الحال وهو يبلغ من العمر 33 سنة ، ولم يستطع أي شخص أن يقنعه بالزواج ، لأنّ مطالبه واضحة ، ثم إنّ قلبه لم يخفق لأي فتاة حتى جاء ذلك اليوم .

كان كعادته منهمكا في حساب السلع ، حتى دخلت عليه إحداهن – فتاة طالبة وخجولة ومؤدبة ، طلبت منه بعض البسكويت والعصير ، وودعته بلطف وأدب ، ثم انصرفت .

 

حب صادق ( 2 )

أحس خالد لأول مرة في حياته بشعور لا يوصف ، يبتسم لوحده ، يخفق قلبه ، صورة تلك الفتاة وابتسامتها لم تغادر مخيلته ، لكن خالد دائما يحاول أن يحكّم المنطق والعقلانية في قراراته ، فاعتبر أن الأمر لا يعدو إعجابا عابرا كما حدث مع أخريات ، وسرعان ما تزول آثاره .

جاءت تلك الفتاة مرة أخرى ، وبما أن البقال مثل المخبر أو الطبيب النفساني الذي يحاور الجميع ، استطاع بكل أدب وذكاء أن يعرف اسمها ويتقرب إليها بطريقة غير مباشرة ، وسبب ذلك أنها ناولته هاتفها المحمول لإصلاحه ، فخالد كان معروفا ببراعته في هذا المجال .

وعن طريق هذه الصدفة الحسنة استطاع خالد أن يحصل على رقم هاتفها ، لتنتقل المحادثة وتتطور إلى واتساب ، وهذه المرة كانت قصة خالد ومنال على عكس قصتنا السابقة ( عمر ولميس ) …

لقد أحب خالد منال حقا بكل ما تحمله كلمة حب من معنى ، حب يسع البحر بحجمه الكبير ، ويطال النجوم بأعداداها اللامتناهية ، وبادلته منال نفس الشعور ، أو كما يقال : كُتب على أرواحهما هذا الانسجام المثالي التام الذي أذكته المشاعر العاطفية الصادقة .

صلى خالد ركعتين شكرا لله على أن لبى رغبته في أن يعيش قصة حب – في الحلال – وهو ما أثمر في نهاية الأمر بزواج طيب وتلاحم جميل بين عائلتي العروسين ..ولحدود كتابة هذه الأسطر ، سيرزق صديقنا خالد قريبا بمولود وثمرة طيبة عن حبيبين عاشقين .

اقرأ أيضا :

قصص واقعية مؤثرة : الفاتنة و الرجل الحكيم

قصص من واقع الحياة : فتاة المترو الغريبة

مصادر :

– قصص حب : ماضي ( محمد محمد مسعد ) .

– قصص حب : قلبي يحبك ولكن ( مروة علي إبراهيم ) .

– أجمل قصص الحب : حبل أفكاري ( لمياء شاهين ) .

عن Amjad Bora

3 تعليقات

  1. القصه كتير حلوه وجميله

  2. أحمد يوسف عبدالهادي

    عنوان قصة حبي وعشقي هو….عشقتها بدون رؤيتها وماتت وتركتنى وحيدا

  3. أحمد يوسف عبدالهادي

    أريد أن انشر قصة حب حقيقيه حدثت لى أنا شخصياً…