الخميس 18 أبريل 2024

قصص من كتاب البخلاء للجاحظ : ستضحك وستتعجب من عادات وصفات البخلاء !

تم التحديث في: 2023-02-02

يعد كتاب البخلاء للأديب الكبير الجاحظ موسوعة أدبية علمية كبيرة بحق ، فبالرغم من أن الجاحظ تناول فيه قصص البخلاء وعاداتهم الغريبة ، إلا أنه أحاط بطرق عيشهم الاقتصادية والاجتماعية.. بل والنفسية ، كما تناول أيضا مسائل طبية وروحية ، كذكر الأكل وأصنافه المفيدة والمضرة بصحة الإنسان ، وذلك بأسلوب دقيق شامل لا يقدر عليه إلا شيخ الأدباء الجاحظ ، والذي أفردنا له موضوعا خاصا بسيرة حياته ،  إذا أحببتم الاطلاع عليه دونكم الرابط التالي :

مع الجاحظ : إمام العلم والأدب ، الذي عاش ومات وسط الكتب

وأترككم اللحظة مع مجموعة من الطرائف والقصص المختارة من كتاب البخلاء :

تغدّيت اليوم ؟

حيلة ماكرة كان يلجأ إليها أحد الشيوخ إذا أتاه زائر وأطال جلوسه عنده فيقول له : تغدّيت اليوم ؟ فإن قال نعم ، قال : لولا أنك تغديت لغدّيتك بغداء طيب ، وإن قال لا . قال : لو كنت تغديت لسقيتك خمست أقداح . فلا يصير في يده على الوجهين قليل ولا كثير .

تعليقي : لو كنت مكان الزائر لقلت له : ناولني الأقداح فستكون خير غداء لخير بطن هههه .

الكندي أبخل خلق الله

حدثني عمرو بن نهيوي قال : تغديت يوما عند الكندي فدخل عليه رجل كان له جارا وكان لي صديقا ، فلم يعرض عليه الطعام ونحن نأكل . وكان أبخل من خلق الله . فاستحييت منه ، فقلت : سبحان الله ، لو دنوت فأصبت معنا مما نأكل ! قال : قد والله فعلت . فقال الكندي : ما بعد الله شيء ! قال عمرو : فكَتَّفَه والله كتفاً لا يستطيع معه قبضا ولا بسطا ، وتركه . ولو مد يده لكان كافرا ، أو لكان قد جعل مع الله – جل ذكره – شيئا !

تعليقي : وماذا أقول بعد الذي قيل ، وأي كلام يقال بعد ما قيل !  😯 

بخل يسري في العروق

كنت عند شيخ من أهل مرو وصبي له صغير يلعب بين يديه فقلت للصبي إما عابثا أو ممتحنا : أطعمني من خبزكم ، قال : لا تريده هو مر . فقلت : فاسقني من مائكم ، قال : لا تريده فهو مالح . قلت : هات لي من كذا وكذا ، قال : لا تريده هو كذا وكذا . إلى أن عددت أصنافا كثيرة ، كل ذلك يمنعنيه أو يبغضه إلي . فضحك أبوه وقال : ما ذنبنا ؟ هذا من علّمه ما تسمع ؟ يعني أن البخل طبع فيهم وفي أعراقهم وطينتهم .

تعليقي : لو كنت مكان الراوي لقتلت الصبي ضربا وألحقت أباه به ! 

نقطع الضوء عن عينيك إذا لم تنفق !

يروي الجاحظ أن جماعة من أهل خراسان اجتمعوا في منزل ليلا ، فأحجموا عن إنارة المصباح وصبروا على الظلمة ما أمكنهم الصبر ، ولما اضطروا إلى الإنارة جمعوا النفقة اللازمة لذلك وأبى واحد منهم أن يشاركهم في النفقة ، فكانوا إذا جاء المصباح شدّوا عينيه بمنديل إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح فيفرجون عن عينيه وذلك حتى لا يستفيد من نوره .

تعليقي : لا حول ولا قوة إلا بالله …ههه في الحقيقة تذكّرت أيام دراستي الجامعية حيث كنا نقتصد بشدة على النفقة في الأكل ، بحكم أننا كنا نقطن في الحي الجامعي والمصاريف آنذاك كانت بالكاد تكفينا ، لكن قطعا لم نكن كجماعة خراسان !

أكلي مع غيري زيادة في الأصل

وقال أبو نواس : كان معنا في السفينة ، ونحن نريد بغداد ، رجل من أهل خراسان ، وكان من عقلائهم وفقهائهم ، فكان يأكل وحده . فقلت له : لم تأكل وحدك ؟ قال : ليس عليّ في هذا الموضع مسألة إنما المسألة على من أكل مع الجماعة ، لأن ذلك هو التكلّف . و أكلي وحدي هو الأصل وأكلي مع غيري زيادة في الأصل .

كلام بكلام وكلام بفعال !

ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ، ﺇﺫ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻫﻠﻢّ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻣﻜﺎﻧﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .

ﻓﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺟﻞ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﺮﺳﺎﻧﻲ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻐﺬﻯ .

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻟﻢ ﺫﺍﻙ ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﻃﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺎﺡ ﻟﻚ ﻣﺎﻟﻲ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺃﻭﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﺩﻋﻮﺗﻨﻲ ؟

ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻳﺤﻚ ، ﻟﻮ ﻇﻨﻨﺖ ﺃﻧﻚ ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﻤﻖ ﻣﺎ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ  . ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻝ ﺃﻧﺎ : ﻫﻠﻢ ﻓﺘﺠﻴﺐ ﺃﻧﺖ : ﻫﻨﻴﺌﺎ ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻛﻼﻡ ﺑﻜﻼﻡ . ﻓﺄﻣﺎ ﻛﻼﻡ ﺑﻔﻌﺎﻝ ﻭﻗﻮﻝ ﺑﺄﻛﻞ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .

تعليقي : أكثر بخيل وقفت منه موقف الإعجاب لحكمته البليغة وتفننه البارع في الحرص والشح .

نكتفي بهذا القدر من نوادر وقصص البخلاء الطريفة ، والتي تحمل لؤما وحكما كثيرة ومتنوعة ، بالرغم من أن موضوعها يثير الضحك والعجب ، وستكون لنا طبعا أجزاء أخرى وطرائف جديدة عن البخل والبخلاء ، فكونوا على اطلاع دائم .

مصادر : 

– البخلاء ( الجاحظ ) .

عن Amjad Bora