لطالما كان الشعر ديوان العرب ، وهو على حد قول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – : ” علم قوم لم يكن لهم علم أعلم منه ” .
ولا نكاد نعرف أمة من الأمم القديمة اهتمت بالشعر واحتفلت له كما اهتم العرب ؛ ولهذا لم يكن من الغريب أن يوظف الشعر في الصراع الدائر بين بين دعوة الإسلام والمشركين ، سواء في الدور المكي أو المدني من الدعوة .
وكان من الطبيعي أن يتضمن الشعر المناصر للإسلام مديحا للرسول – صلى الله عليه وسلم – ، ويعد هذا المديح هو البذرة الأولى نحو المدائح النبوية الذي قدر له بعد قرون أن يستقل بذاته ، ويصبح من أكثر موضوعات الشعر حظا من القبول والذُّيوع .
وبناء على طلبكم ، فقد اخترنا لكم في موضوع اليوم ‘ أجمل شعر فى حب الرسول ‘ باقة من أجود الأبيات التي مُدح بها خير البرية – عليه أزكى الصلاة والسلام – .
محتويات
أجمل شعر فى حب الرسول ( 1 )
قال كعب بن زهير – رضي الله عنه – في قصيدته المشهورة ” بانت سعاد ” :
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ * مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم * بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ * عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
قال البوصيري في قصيدته المشهورة ” البردة ” :
محمد سيد الكونين والثقلين * والفريقين من عرب ومن عجم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته * لكل هول من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به * مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس * غرفا من البحر أو رشفا من الديم
فهو الذي تم معناه وصورته * ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا * واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
وقال أيضا في قصيدته المحمدية :
مُحَمَّدٌ أَشْرَفُ الأعْرَابِ والعَجَمِ * مُحَمَّدٌ خَيْرٌ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ
مُحَمَّدٌ باسِطُ المَعْرُوفِ جَامِعَة * مُحَمَّدٌ صاحِبُ الإِحْسانِ والكَرَمِ
مُحَمَّدٌ تاجُ رُسْلٍ اللهِ قاطِبَة * مُحَمَّدٌ صادِقُ الأٌقْوَالِ والكَلِمِ
مُحَمَّدٌ ثابِتُ المِيثاقِ حافِظُهُ * مُحَمَّدٌ طيِّبُ الأخْلاقِ والشِّيَمِ
مُحَمَّدٌ خُبِيَتْ بالنُّورِ طِينَتُهُ * مُحَمَّدٌ لَمْ يَزَلْ نُوراً مِنَ القِدَمِ
مُحَمَّدٌ حاكِمٌ بالعَدْلِ ذُو شَرَف * مُحَمَّدٌ مَعْدِنُ الإنْعامِ وَالحِكَمِ
مُحَمَّدٌ ذِكْرُهُ رُوحٌ لأَنْفُسِنَا * مُحَمَّدٌ شُكْرُهُ فَرْضٌ عَلَى الأُمَمِ
أجمل شعر فى حب الرسول ( 2 )
قال أحمد شوقي في قصيدته ” نهج البردة ” :
لزمت باب أمير الأنبياء ومن * يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
علقت من مدحه حبلا أعزّ به * في يوم لا عزّ بالأنساب واللحم
يزري قريضي زهيرا حين أمدحه * ولا يقاس إلى جودي لدى هرم
محمد صفوة الباري ورحمته * وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلة * متى الورود وجبريل الأمين ظمي
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة * حديثك الشهد عند الذائق الفهم
حليت من عطل جيد البيان به * في كل منتثر في حسن منتظم
وقال في قصيدته ” ولد الهدى ” :
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ * وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ * لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً * مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
خُـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها * إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كُفؤُها العُظَماءُ
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت * وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ
وَبَـدا مُـحَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ حَـقٌّ * وَغُـرَّتُـهُ هُـدىً وَحَـيـاءُ
زانَـتـكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ * يُـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَعُ الكُرَماءُ
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمسُ سَمائِهِ * وَمَـلاحَـةُ الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياءُ
وَالـحُـسنُ مِن كَرَمِ الوُجوهِ وَخَيرُهُ * مـا أوتِـيَ الـقُـوّادُ وَالـزُعَماءُ
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى * وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَلُ الأَنواءُ
وَإِذا عَـفَـوتَ فَـقـادِرا وَمُـقَدَّرا * لا يَـسـتَـهـيـنُ بِعَفوِكَ الجُهَلاءُ
أجمل شعر فى حب الرسول ( 3 )
قال أبو العتاهية :
لبيك رسول الله من كان باكيا * فلا تنس قبر بالمدينة ثاويا
جزى الله عنا كل خيرمحمدا * فقد كان مهديا وقد كان هاديا
وكان رسول الله روحا ورحمة * ونورا وبرهان من الله باديا
قال عباس الجنابي :
تأبى الحروف وتستعصي معانيها * حتى ذكرتك فانهالت قوافيها
محمد قلت فاخضرت ربى لغتي * وسال نهر فرات في بواديها
فكيف يجدب حرف أنت ملهمه * وكيف تظمأ روح أنت ساقيها
تفتحت زهرة الألفاظ فاح بها * مسك من القبة الخضراء يأتيها
ياواقفا بجوار العرش هيبته * من هيبة الله لاتُرقى مراقيها
مكانة لم ينلها في الورى بشر * سواك في حاضر الدنيا وماضيها
ياسيدي يارسول الله كم عصفت * بي الذنوب وأغوتني ملاهيها
وكم تحملتُ أوزارا ينوء بها * عقلي وجسمي وصادتني ضواريها
لكن حبك يجري في دمي وأنا * من غيره موجة ضاعت شواطيها
ياسيدي يا رسول الله اشفع لي * إني افتديتك بالدنيا ومافيها
قال منهل جوريدية :
من أين أبدأ فالوجدان ملتهب * وبين نار المعاني جُنَّت الصور
بل كيف أبدأ والأخلاق ساطعة * وفي شعاع السجايا يسبح البصر
تجثوا القصائد دون المدح قاصرة * حتى ولو نُضِّدت في مدحك الدرر
أأذكر الجود ؟ من كفيك منبعه * من راحتيك عيون الجود تنفجر
أَلْبَسْتُمُ عظماء الأرض فضلتكم * إن النجوم بنور الشمس تستتر
فجرتم الحب في الصماء من أُحُد * بالله كيف يُحِبُّ الصخرُ والحجر
ذكراكم روضة في قلب صاحبها * أمطارها من غمام العين تنهمر
لم يصبر الجذع عن أشواقه فبكى * فكيف يصبر عن عن أشواقه البشر
أجمل شعر فى حب الرسول ( 4 )
قال الشاعر توفيق حسن :
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا * نفحات نورك وانجلى الإظلام
أأعود ظمآن وغيري يرتوي * أيرد عن حوض النبي هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى * والنفس حيرى والذنوب جسام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة * عصماء قبلي سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم * أسوار مجدك فالدنو لمام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا * فتدفق الإحساس والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى * وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملء روحي وهج حبك في دمي * قبس يضيء سريرتي وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا * حتى أضاء قلوبنا الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخشَ العدا * من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فاختفت * صور الظلام وقوضت أصنام
قال الشاعر علي آدم :
في دمي الحب للنبي يسير * وبقلبي عشق النبي يثـور
وبذكر الحبيب تسكن نفسي * ولذكر الرسول فاح العبير
فهو الشمس إن أطل ظلام * وهو الظل إن أطل هجير
وهو الماء طعمه سلسبيل * وهو الروض فيه زهر نضير
إن ذكرت الحبيب أشعر أن * النفس والروح للمعالي تطير
قال خير الدين وائلي :
قالوا : تحبُّ المصطفى العَدْناني * قلتُ : اشهدوا فهو الحبيبُ الثاني
والأولُ اللهُ الذي خَــصَّه * بشفاعـةٍ كبـرى وبـالقـرآنِ